Site icon هاشتاغ

سارية السوّاس تحت قبة البرلمان… يا ليتها تحصل؟!

هاشتاغ سوريا – وسام كنعان

في إحدى المناوشات السورية الموغلة بالخصوصية والحميمية، همست سيدة جميلة كانت تستقبل الأربعين بكامل مشمشها، وهي تعمل طبيبة مختصة بالأمراض النسائية لصديقها الكاتب، بأن مجتمعها قادها نحو الطبّ رغم أن حلمها جاور النادي الرياضي، في مهنة مدرّبة رياضة. وأردفت بالقول: أن جميع نساء الأرض دون استثناء يغرن من شاكيراً؟! كان ذلك بمناسبة الحديث عن النجمة العالمية التي تدوّخ الكوكب وهي تهّز خصرها. وذات مرّة كتبت الروائية السورية لينا هويان الحسن مبدية رأيها بأن سارية السوّاس كادت أن تكون شاكيرا العرب. ربما حدث ذلك عندما تعرّضت مغّنية الملاهي لحادث سير. وقد أحالها الزمن لما يشبه الظاهرة الفنية الحقيقية. من «كابريهات» معربا والتلّ إلى The Walk of Fame (ممر المشاهير) في هوليود الذي تصوّرت فيه، وصاغت حلمها، على شكل صورة ثمنها 150 دولار تداولتها السوشال ميديا حينها بكثافة! شكّلت شبه عودة للأضواء بعد انقطاع طويل. طبعاً من يعرف السوّاس يدرك تماما بأنه لو هّيئ لها منطقة جغرافية مسيّجة بالخصب والخضار، كان يمكن أن تكون أكثر بكثير مما وصلته. لكنّ الأكيد بأن مفردات أغانيها تناسب الأماكن التي غنّت بها، وهي الأقل بين مجايليها من مغنيي الشعبي تهاو في كلمات الأغاني. بعض المغنيين الآخرين كرّست كلمات أغانيهم طائفية مقيتة، وبشاعة في أفظع صورها. لكن الساطع أن السواس تغني بشكل صحيح، ولا تقي نفسها بذريعة صوتها من سيل النشاز، الذي يقع فيه غالبية مواطنيها من مغني اللون الشعبي! سارية كخامة صوت، بوجهة نظر مختصين، ومن ناحية السيطرة على الإمكانيات الصوتية، والغناء الصحيح في المطرح الذي هي فيه، أفضل بأشواط من نجمة شهيرة بحجم أليسا، أو من محترف نشاز كوديع الشيخ مثلاً! أما للرقص وإشعال المسارح مهما كان المستوى الذي تؤديه فلهذا حكاية أخرى! طالما أن عمر سليمان على سبيل الذكر اعتلى منصّة احتفال «نوبل» وغنّى في أكبر المسارح العالمية، إضافة إلى إنجازه ديو مع الأيسلندية بيورك. عموماً مناسبة الحديث عن السوّاس هو التداول الذي حصدته منذ أيّام على الفايسبوك السوري بخصوص إمكانية ترشّحها لمجلس الشعب! طبعاً على الأغلب تلك مجرّد إشاعة، خاصة أن السوّاس تحمل الجنسية الكويتية، وليست مضطرة أصلاً للخوض في غمار مجال لم يقدم شيئاً، حتى الكلام عجز عنه غالبية أعضاء مجلس الشعب خلال سنوات طويلة! كلّ ما برعوا فيه كان التصفيق! بكل الأحوال سارية لم تبن ثروة من دم الفقير! ولم تسكت على الذل الذي يتجرّعه السوريون منذ زمن، ولم توضع في مكان يطلب منها مسؤولية وخانتها، ثم خذلت من ألقى على كتفها هذه المسؤولية! هي فعلا كانت على وشك أن تكون معادلاً بشكل ما لشاكيرا ولو من التلّ ومعربا! وهي بكل الأحوال أكثر نقاءا بالنسبة لمواطن بسيط يجد ضآلته فيما تؤديه من غناء، بينما يطعنه كلّ مسؤول عن لقمته في بلاده!

Exit mobile version