تحدث خبراء ومحللين مصريين عن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى سوريا، وما قد تحمله هذه الزيارة من رسائل أبرزها احتمالية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وقال البرلماني المصري مصطفى بكري إن هذه الزيارة كونها الزيارة الأولى بعد فترة من عدم التواصل وتأتي بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس السوري بشار الأسد تعني فتح الباب واسعاً أمام عودة العلاقات الكاملة بين البلدين في كافة المجالات.
وأشار إلى أن الزيارة في نفس الوقت تمهّد لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
كما أنها تنهي هذا الحصار غير المبرر الذي فرضته القوى الدولية والقوى الأخرى على سوريا.
ونوّه بأن الزيارة تعني أيضاً اعترافاً جديداً بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما أكد عليه الرئيس المصري عام 2016 عندما طالب بعدم التدخل في شؤون سوريا وأكد أن مصر مع وحدة الأراضي السورية.
سوريا والجامعة العربية
وأكد أستاذ العلاقات الدولية في مصر حامد فارس، أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة السورية دمشق تحمل أهمية كبيرة.
وأوضح فارس في تصريحات خاصة لـ RT أن الزيارة تأتي في توقيت حساس بالنسبة لسوريا، خاصة وأنها تأتي بعد أحداث الزلازل التي ضربت سوريا مؤخراً، والدمار والآثار الخطيرة التي خلفتها على مجمل الأوضاع الإنسانية.
وأشار إلى أن رد الفعل العربي والتضامن مع سوريا بعد أحداث الزلازل تعد نواة لحلحلة الأزمة السياسية بشكل كبير.
وأضاف أنها بمثابة نقطة تقارب بين الحكام العرب وبين السلطة السورية، وبين الدول العربية وسوريا.
وكشف الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية عن أنه من الممكن أن نشهد الفترة المقبلة موقف عربي موحد تجاه عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية، في ظل الرغبة العربية في إعادة سوريا إلى التكتل العربي.
وحول مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة، أكد دكتور حامد فارس أن موقف عودة سوريا إلى الجامعة العربية يتطلب أن يكون هناك تنسيق من قبل الدول العربية؛ وأن يحدث مشاورات عربية للعمل على توحيد المواقف واتخاذ قرار بإعادة سوريا لمقعدها بالجامعة.
وأعرب أستاذ العلاقات الدولية عن توقعه بأن تشهد القمة العربية المقبلة اتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الحضن العربي مرة أخرى.
وكما توقع أن تشغل سوريا مقعدها بالجامعة، مستبعداً في الوقت نفسه مشاركة سوريا في القمة المقبلة.
وتابع أن هذا القرار يتطلب موافقة قادة الدول العربية بالإجماع على عودة سوريا، وهذا ما قد تشهده القمة العربية المقبلة لتكون المشاركة السورية في القمة التي تليها.
العودة دفعة واحدة
وفي السياق ذاته، قال رئيس تحرير موقع وجريدة المشهد في مصر مجدي شندي إن المصريون والسوريون شركاء تاريخ وشركاء مصير لذلك كان طبيعياً أن تقود كارثة الزلزال إلى نوع من التكاتف.
ونوّه بأن مصر دائماً حلقة وصل وأعتقد محنة الزلزال يمكن أن تحمل في طياتها منحة لإنهاء تداعيات الحرب وإعادة سوريا موحدة تحت نظام سياسي تقبله وترتضيه، فما فشلت الحرب في تحقيقه يمكن أن تنجح السياسة لتعود سوريا مرة أخرى مرة موحدة.
يذكر أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق تأتي بعد اسبوعين من زيارة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، الى العاصمة السورية دمشق، حيث عقد جلسة مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، تناولت تداعيات وآثار الزلزال الذي ضرب سوريا.