الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةسرطان البروستاتا.. ارتفاع في معدلات الإصابة في البلدان النامية.. والوقاية بالفحص الدوري

سرطان البروستاتا.. ارتفاع في معدلات الإصابة في البلدان النامية.. والوقاية بالفحص الدوري

هاشتاغ – يارا صقر

يُتوقع أن تشهد معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا زيادة كبيرة في السنوات المقبلة في مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً في البلدان الأقل ثراء، وفقاً لما أظهرته دراسة منشورة في مجلة “ذي لانسيت” فسّرت هذا الاتجاه بالشيخوخة المتوقعة للسكان.

واستنتج معدّو الدراسة التي نُشرت أمس الخميس من استقراء أجروه للتغيرات الديموغرافية المسجلة راهناً أن “العدد السنوي للحالات الجديدة الذي بلغ 1,4 مليون عام 2020 سيتضاعف في سنة 2040، إذ سيبلغ 2,9 مليون” إصابة.

ورأى الباحثون في “زيادة متوسط العمر المتوقع والتغيّرات في الأهرامات العمرية” سبباً لهذا الارتفاع.

“الأكثر شيوعاً لدى الرجال”

يعتبر سرطان البروستات  السرطان الأكثر تشخيصا والسبب الثاني للوفيات الناتجة عن الأمراض السرطانية عند الرجال.

ويقول الدكتور علي محمد عثمان أخصائي بالجراحة البولية والتناسلية لـ”هاشتاغ”: سرطان البروستات هو عبارة عن ورم خبيث يصيب غدة البروستات، وينتج عن تكاثر خلايا هذه الغدة بطريقة غير طبيعية، نتيجة وجود خلل في المورثات التي تقوم بضبط الإنقسام الخلوي أو وجود خلل بالمورثات الكابحة للورم.

ويشير عثمان الى أن الدراسات الإحصائية أظهرت، أن ازدياد نسبة الإصابة بسرطان البروستات  تكون مع التقدم في العمر بشكل واضح، وهذا مخالف لأغلب السرطانات التي يكون لها ذروة عمرية للحدوث.

مثلا لنفترض رجلا في عمر الخمسين نلاحظ أن نسبة وجود سرطان البروستات غير مشخص عند هذا الشخص هي حوالي 40% بينما خطر وجود سرطان واضح سريريا لدى نفس الرجل هي 9.5% و خطر الوفات من هذا السرطان 2.9% وهذه النسب تزداد مع التقدم في العمر.

ويوضح عثمان أنه من غير المألوف أن نرى عند اليافعين أو الشباب إصابات بسرطان البروستات فبكل المراجع الطبية المتخصصة في الجراحة التناسلية البولية مذكور تسع حالات فقط تم تشخيصها بسرطان البروستات في العالم.

ونظراً إلى كون عدد كبير من البلدان الفقيرة أو النامية في طور سد فجوة العمر المتوقع جزئياً مقارنة بنظيراتها المتقدمة، يُتوقع أن يزيد تلقائياً عدد حالات سرطان البروستاتا.

وأضاف الباحثون “على عكس المشاكل الكبرى الأخرى، كسرطان الرئة أو أمراض القلب والأوعية الدموية، لن يكون ممكناً من خلال سياسات صحة عامة، تجنّب زيادة الحالات هذه”.

وبالفعل،  يمكن الوقاية أن تكون مفيدة في الحدّ من عوامل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، كالوراثة وطول القامة وسواهما، بقدر ما هو مثلا الإقلاع عن التدخين بالنسبة إلى سرطان الرئة. وتبيّن فقط أن ثمة صلة بين سرطان البروستاتا والوزن الزائد، ولكن من غير الواضح ما إذا العلاقة بينهما سببية.

ومع ذلك، يعتقد معدّو الدراسة أن من الممكن الحد من زيادة الإصابات بسرطان البروستاتا من خلال إجراءات عدة.

فقد دعوا مثلاً إلى السعي إلى التشخيص المبكر في البلدان الأقل ثراء، مشيرين إلى أن سرطانات البروستاتا يتم اكتشافها هناك في كثير من الأحيان في وقت متأخر جداً بحيث لا يمكن التعامل معها بفاعلية.

وحذروا، من جهة أخرى، من خطر “الإفراط في التشخيص والإفراط في العلاج” في البلدان المتقدمة.

ويوضح عثمان أنه بالنسبة لسرطان البروستات وارتفاع نسبة حدوثه في بعض المناطق الجغرافية، يعتمد الموضوع على الدراسات الإحصائية التي تقوم بها مراكز ومؤسسات ومراكز أبحاث متخصصة، مؤكداً أن الموضوع  معقد ويحتاج  لسنوات حتى يصلوا لنتيجة إحصائية دقيقة فمن غير المجدي الاعتماد على التجارب الشخصية ابداً.

ويتابع عثمان، بشكل عام انتشار سرطان البروستاتا في بلد دون آخر يعتمد على نسبة الوعي الطبي عموما و التي تجعل الانسان ملم بأغلب التفاصيل  عن االمرض والأعراض  التي ممكن أن تنبه المريض.

وأيضا الوعي الطبي يحفز على الفحوصات الدورية لاكتشاف هذا السرطان بوقت مبكر، ولكن هذا ما نفتقده بأغلب دولنا العربية.

أسباب سرطان البروستات

يقول عثمان من خلال الدراسات لا يوجد أسباب واضحة متهمة بإحداث سرطان البروستات لكننا نستطيع أن نشير إلى مجموعة من عوامل الخطر المرافقة لحدوث هذا المرض وإن وجدت في دولة ما ستكون نسبة السرطان فيها أكبر:

1-العمر: يزيد من نسبة الإصابة بسرطان البروستات، ولكن إلى الآن لم يتم التعرف على العوامل المرافقة لتقدم العمر والمسؤولة عن زيادة نسبة سرطان البروستات.

2-نسبة الإصابة بسرطان البروستات موجود أكثر من العرق الأسود أكثر من الرجال من العرق الأبيض.

3-وجود قصة عائلية إيجابية: أي في حال وجود شخص معين أحد أقربائه لديه سرطان بروستات وخصوصا الأقارب من الدرجة الأولى تزداد نسبة إصابته بالمرض.

4-التعرض لبعض المواد الكيميائية: مثل مادة الكاديوم الموجودة بالتبغ، الأشخاص الذين يعملون بصناعة البطاريات القلوية هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض أيضا الأشخاص الذين يعملون ب(لحام المعادن).

5-قطع الأسهرين هو أحد الوسائل المتبعة لإيقاف قدرة الرجل على الإنجاب قد يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان لكن هذه النظرية لاتزال محط جدل.

مقالات ذات صلة