الإثنين, أكتوبر 21, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةسعر الصرف و"التبصيم" الدرامي

سعر الصرف و”التبصيم” الدرامي

هاشتاغ-ديانا جبور

في العام الماضي ثارت ثائرة المصريين وطليعتهم الصحفية والنقدية لما اعتبروه إساءة لصورة المجتمع المصري ومسّاً بعنفوان الشخصية المصرية في مسلسل “من شارع الهرم إلى..”

تكرر هذا الاختبار الهوياتي هذا العام مع مسلسل ” دفعة لندن “، حيث سطرت أقلام عراقية محترمة، ولايمكن وصمها بالغوغائية أو الشوفينية اعتراضها على ما أصاب الشخصية العراقية من إساءة وتعسف، رغم أن الأحداث تدور في حقبة صدام، والكتاب بمعظمهم ناصبوا الرئيس الراحل العداء، بل ودفعوا ثمن مواقفهم تجاهه.. فمحاكمة مرحلة سياسية لا تجيز التعميم وسحب الأحكام على عموم المجتمع.

سورياً .. هنا والآن .. ترى هل يمكن أن يثير مسلسل “السنوات العجاف” إن عرض الآن ما أثاره قبل أربعين عاما من كتابات وردود أفعال غاضبة، أم أن عزم وعزيمة سكان المنطقة لم تعد تصلح لهذه المقارعات.

بالنسبة لي، كانت العشائرية المتعصبة السمة الغالبة لتلك الكتابات المعارضة لكن يبقى نصف الكأس الملآن .. أي الإحساس بالغيرية الجمعية والإيمان بجدوى الأصوات الفردية في حمايتها..

كان الأمل أن تبقى تلك الغيرية والعنفوان لكن بعد أن تتحرر من إطارها المناطقي إلى فضائها الوطني.. فما الذي حدث؟

صارت الأعمال الدرامية السورية تبالغ في جلد الذات ولسان حال الناس بين ضفتين: بين من يقول هل من مزيد حتى تستعر النار أكثر فتكوينا حتى لو لم تبقِ منا من يخبر، وبين من يرفض التعميم القطيعي للسوريين لكنه لا يشعر بجدوى رفع الصوت .. وما بين الضفتين هناك من أخذه التيار فاعتبر الإساءة للسوري ثأرا من واقع حكومي وحزبي ما.

خفوت أو تقزم الشعور بأهمية الفرد ليس إلا انعكاسا لاندحار دوره في الشأن العام .. كل يوم أمامنا فرص لنعلي الصوت عن تجاوزات حكومية لمبادئ دستورية، لكن شعورنا بالعبث واللاجدوى يكبلنا ويقعدنا فنستسلم لصورتنا الجديدة التي يتم الترويج لها في الدراما لاسيما المشتركة.

كل يوم أفكر أن أرفع دعاوى على السلطات المالية والاقتصادية والتنفيذية عموما، ثم أنشغل عن هذه المهام الجليلة بتأمين جرة الغاز وإصلاح لوح الطاقة الشمسية ودفع فاتورة الانترنت المتقطع الذي يقطع الأنفاس و رصد طابور الانتظار الأقصر وانتظار رسالة…

بالعامي لما منبطل نقبل سعر الصرف الجائر منبطل نبصم على صورتنا شو ما كانت في الدراما.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة