الخميس, ديسمبر 26, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسسورية.. النهايات الحدية

سورية.. النهايات الحدية

هاشتاغ_مازن بلال

يبدو الحديث عن أي معاناة سورية شأنا متصالحا مع الواقع؛ ابتداء من معدلات التضخم وانتهاء بالاعتداءات “الإسرائيلية”، فالموضوع السوري اليوم يتلخص حول “المأزق المعيشي” الذي يصعب الخلاص منه بقرارات حكومية، وهو أيضا ابتعد كثيرا عن “الحل السياسي” بعد أن أنهى الانقسام الدولي أي بحث عن حلول للأزمات، فهناك إرادة دولية في تعميقها ضمن صراع المحاور الدولية، وفي ملخص عام كامل لا يبدو أن هناك جديدا ما عدا تراكم النتائج التي بدأت منذ عام 2011.

عمليا فإن التحدي بالنسبة للمواطن السوري يظهر في كسر “الحاجز” المفروض على حركته نحو الخارج، وهو حالة طبيعية تعيشها أي دولة تعاني من “كارثة” اقتصادية، في المقابل تبدل مفهوم الانتقال إلى عالم جديد بعد أن أصبحت سمة السوريين هي اللجوء، ومهما نقلت لنا وسائل الإعلام عن النجاحات التي حققوها، لكنها في النهاية تبقى لجوء يختلف في طبيعته عن أن أي حركة سابقة بما فيها ما شهدته سورية خلال حرب السفر برلك أوائل القرن الماضي، فالانتقال هو تبدل في الصورة الذهنية للسوري حتى ولو انتقل بشكل مختلف عبر الهجرة النظامية.

أقرأ المزيد: سورية.. العبور لعالم جديد

ما نشهده في العمق سواء من يجاهد في الداخل أو من انتقل خارج الحدود هو في صورتنا نحو أنفسنا بالدرجة الأولى، وباتجاه الآخر الذي يرى في عمليات اللجوء استثمار أو كارثة أو حتى تهديد، وبهذا الشكل فإن الجميع أمام مواجهة حدية تفرض كسر “حاجز” مختلف عن مسألة السفر، ومرتبط بالدرجة الأولى بإزاحة الصورة النمطية التي كرستها الحرب، أو فرضتها الكارثة الاقتصادية وجعلت من سوري “باحثا” عن كفافه، فالمخرج الأساسي لم يعد يتطلب فقط العمل أو الاجتهاد في الوظائف أو حتى إثبات التفوق، فهناك مجتمع منهك يحتاج إلى قفزة مختلفة لإعادة الإنتاج وتحويل الصورة النمطية التي تلف السوري.

لم تعد هناك حلول سحرية بل تفكير مختلف بطبيعة الإنتاج، وربما بالذهاب بعيدا وقراءة “التجربة الهندية” على سبيل المثال، والمقصود بهذه التجربة هي الابتكار لتخفيف الاستهلاك وفي النهاية يصبح هذا “الابتكار” مخرجا ونمطا إنتاجيا مختلفا، فنحن أمام حالة مشابهة بالنتائج لما شهدته الهند نتيجة التضخم السكاني، وعجز المؤسسات الرسمية عن الوصول لحالة تنمية متوازنة، واختيارات الهند كانت متشعبة لكن المهم أنها لم تستند إلى النمط الاقتصادي السائد على المستوى الاجتماعي، وتجاوزته على مستوى “البرمجيات” على سبيل المثال، وفي تخفيض الاستهلاك في المشاريع الرائدة مثل القمر الصناعي الهندي.

أقرأ المزيد: بانوراما لحدث واحد

ما تحتاجه سورية هي رؤية استثمارية مختلفة تدفع رؤوس الأموال للنظر خارج الصناعات التحويلية، وتصدير المنتجات الغذائية، وتتجه نحو حلقات جديدة موجودة فعليا في الممكنات البشرية التي تدفعها الجامعات كل عام نحو سوق العمل، والتفكير بإنتاج مختلف ربما لا يدر أرباحا توازي أنواع التجارة التقليدية لكنه يغير نمط الإنتاج ويجعل من “الأرباح” شكلا منافسا على المستوى الإقليمي.

سورية في نهايتها الحدية تحتاج لاستثمار يبدأ به أي مواطن في معالجة مسألة الطاقة لمنزله، دون الحاجة للاستهلاك الضخم بألواح الطاقة الشمسية أو غيرها، فهناك الكثير من وسائل كسر الاستهلاك وإنتاج ضروريات على طراز التجربة الهندية أو غيرها.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة