هاشتاغ سوريا- رشا سيروب
لم تكن هذ المرة الأولى التي أصاب سورية ما أصابها من حرائق، غير أن هذ الحرائق التي بلغ مجموعها 171 حريقاً في ثلاث محافظات سورية (اللاذقية- طرطوس- حمص) تعتبر الأضخم والأشرس والأولى التي أسفر عنها عدة حالات وفاة واختناقات.
من المسؤول عن تشويه الجمال الأخضر واغتيال مواسم الحصاد، هل نقمة الطبيعة أم بفعل فاعل كما أظهرت نتائج التحقيقات الأولية في الحريق السابق، أم وراء الأكمة ما وراءها؟!!
الحرائق تحدث بشكل سنوي
وفقاً لوزير الزراعة فإن سورية تتعرض للحرائق بشكل سنوي عادة في الأشهر من حزيران إلى أيلول، وذلك لعدة أسباب إما بسبب الظروف الجوية أو بفعل بشري بسبب الإهمال من بعض الزائرين.
بما أن هذه الحرائق تحدث بشكل دوري ومتوقع، أين هي الإجراءات الوقائية للحد من الحرائق المتوقعة؟! وعلى أي أساس تم وضع خطة إطفاء الحرائق في وزارة الزراعة؟
بصرف النظر عن السبب الظاهري (الطبيعة أو فعل فاعل) يبقى الجواب الحقيقي قابع خلف الأبواب الموصدة وفي الدروج المغلقة التي طالما أخفت (وما زالت تخفي) خطط بقيت حبيسة الأدراج وحقائق ظلت بحكم المجهول.
من المسؤول؟!
منذ عام تقريباً صرّح باسم دوبا، رئيس قسم الحراج والغابات في مديرية زراعة اللاذقية، أن الطرق الحراجية وخطوط النار تعد من أهم إجراءات الوقاية من الحرائق ومكافحتها، وأن أهم العقبات التي تعترض إخماد حرائق الغابات تكمن في قلة توفر المحروقات والاعتماد على العمالة الموسمية ذات الكفاءة المنخفضة، ونقص في نقاط ومناهل المياه، وكثرة الأعطال في الإطفائيات والصهاريج، وأضاف عدم ورود إخماد الحرائق الزراعية ضمن خطة مكافحة الحرائق الحراجية، وطالب بتأمين اعتمادات مالية إضافية.
من المسؤول عن عدم تعزيل الطرق الحراجية وخطوط النار؟! ومن المسؤول عن عدم ترميم منظومة الإطفاء والآليات الثقيلة؟ ومن المسؤول عن عدم تنظيف جوانب الطرقات وإزالة الأعشاب؟! وما دور المخافر الحراجية؟ ومن المسؤول عن عدم تجهيز البلديات التي يوجد فيها مناطق حراجية؟
أين الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ووزارة المالية من تنفيذ الاعتمادات المخصصة لشق الطرقات الحراجية وتعشيب الغابات وتحصينها من الحرائق رغم ضآلتها، حيث تم تخفيض مخصصات الإنفاق الاستثماري للزراعة في موازنة 2020 بمقدار 2 مليار ل. س لتصبح 28 مليار ل. س.
أين الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ومحاسب الإدارة من ساعات العمل الإضافية والمبالغ المنفقة على صيانة وإصلاح الآليات وشق الطرقات؟!
عندما نجيب عن الأسئلة أعلاه، حينها نستطيع الجواب على السؤال التالي: هل حقاً سورية تحترق بسبب نقمة الطبيعة أم الفساد والإهمال الإداري هما السبب؟! أم وراء الأكمة ما وراءها؟
تعددت الأسباب لكن المسؤول واحد هو سوء التخطيط وضعف التنفيذ، والنتيجة هي فقدان مئات الهكتارات من الغابات الحراجية والبيوت البلاستيكية، وخسارة عشرات الآلاف من الأشجار المثمرة التي تجاوز عمرها 30 عاماً، واندثار دخل آلاف الأسر التي تعتمد على الزراعة مورد رزق وحيد.