هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد
مع وصول أولى دفعات الحجاج السوريين إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية على متن الخطوط الجوية السورية “السورية للطيران”، تترقب الأنظار عودة العلاقات السورية السعودية التي طالما شكّلت عنصر أمان للدول العربية، إلى سابق عهدها، وخصوصاً بعد أن عينت الرياض سفيراً لها في دمشق قبل أيام.
وفي رد على أسئلة “هاشتاغ” عن خطوات تعافي العلاقات بين سوريا والسعودية وأهميتها على المستويين الثنائي والعربي، أكد السفير السوري في المملكة الدكتور أيمن سوسان أن هناك “رغبة وإرادة لدى قيادتي البلدين لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات لتعود ليس كما كانت عليه وإنما أقوى مما كانت”، بهدف توحيد الموقف العربي في مواجهة التحديات الماثلة أمام الأمة العربية.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منتصف شهر أيار الماضي على هامش اجتماع القمة العربية الثالثة والثلاثين في العاصمة البحرينية المنامة، وبحث معه “العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين، ويساهم في استقرار المنطقة ودفع التعاون بين الدول العربية إلى الأمام”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وبعد أيام من اللقاء أعلنت وكالة الأنباء السعودية أن الرياض عينت فيصل المجفل سفيراً جديداً لها في دمشق.
السفير السوري في الرياض أوضح أن الخطوات الأخيرة التي شهدتها العلاقات الثنائية والتي تمثلت بإعادة افتتاح السفارات بين البلدين وتعيين السفراء واستئناف رحلات الطيران المدني واستقبال الحجاج من دمشق مباشرة، هي “مؤشر على مسار تطور العلاقات الثنائية بين البلدين والرغبة في تعزيزها”.
ونوه الدكتور سوسان بالتعاون الأخوي من قبل الأشقاء السعوديين والجهود المبذولة على مستوى وزارة الحج والعمرة وهيئة الطيران المدني السعودي في “استقبال الحجاج السوريين وتقديم التسهيلات كلها لهم” وتمكينهم من أداء هذه الفريضة بكل يسر وراحة.
وفيما يخص إمكانية استئناف الخطوط الجوية السعودية رحلاتها إلى دمشق في ظل عودة رحلات “السورية للطيران” إلى المطارات السعودية بعد توقف 12 عاماً، بيّن الدكتور سوسان أن رحلات السورية إلى المملكة لن تقتصر على موسم الحج بل سوف يتم “استئناف الطيران المنتظم بين البلدين الشقيقين” من المطارات السعودية إلى دمشق مباشرة لتسهيل زيارات السوريين والسعوديين والتخفيف من أعباء السفر وتكاليفه.
وقادت المملكة العربية السعودية إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة في العامين الماضيين جهوداً جبارة لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، تُوجت بمشاركة الرئيس الأسد في قمة جدة 2023 بعد انقطاع دام 12 عاماً عقب تعليق عضوية سوريا في الجامعة على خلفية الأحداث فيها عام 2011.