الأربعاء, فبراير 5, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةسيرجيو دي ميلو .. قصة موت معلن

سيرجيو دي ميلو .. قصة موت معلن

هاشتاغ-ديانا جبور

أيهما أقوى، الفرد أم المؤسسة؟

مع كل حالة استعصاء أو ركود تتعلق الآمال بقدرة الأفراد على إخراجنا من أنفاق علقنا بها.. نراهم ضوءا في آخر النفق، لكن من أسف أن هذا الضوء قد يكون قطارا يدهس الموشكين على الاختناق في عتمة السرداب ومعهم وربما أولهم ذاك المخلص الموعود..

السؤال بصيغة أخرى أكثر مباشرة، هل يمكن للفرد أن يتغلب على المؤسسة، أم أننا أمام نسخة جديدة من قصة موت معلن إلى حد العبث؟
هل تذكرون التفجير الذي تبناه الزرقاوي باسم القاعدة العام 2003 وراح ضحيته سيرجيو دي ميلو، المبعوث الأممي الخاص للعراق..؟
إنه السؤال عن أسباب اغتياله التي اندثرت معه تحت الأنقاض، لكن فيلم ” سيرجيو” يعيد بعثها.

انطلاقا من توقيت الاغتيال ينطلق العمل.. قبيل تنفيذ المبعوث الخاص وعيده بعرض تقرير مفصل على مجلس الأمن عن فظائع الاحتلال الأمريكي للعراق، بالتزامن مع عزمه عقد مؤتمر صحفي يصف فيه حقيقة الاحتلال الأمريكي للعراق كما عاينها شخصيا..

المفارقة، أنه لم يمت بالتفجير، لكنه مات بقرار معلن بإطلاق رصاصة الإهمال عليه، فقد ظل محشورا تحت الأنقاض ينزف آخر قطرات دمه، دون أن يرسل له الاحتلال سوى الحاكم العسكري بريمر ليجري مؤتمرا صحفيا استعراضيا من موقع الجريمة، يثبت ويدين خلاله الفوضى في العراق..

مفارقة أنه وبينما كان من المقرر أن يعقد سيرجيو مؤتمرا صحفيا لفضح جرائم الاحتلال، هاهو بريمر يعقد مؤتمره كما لو أنه يرقص على جثة ضحيته.

لم يكن المؤتمر رسالة للعالم بقدر ما كان رسالة تشفٍّ لرسول لم يصغ جيدا وجديا لرسائل التحذير والإغواء التي بلغه إياها الحاكم العسكري ..

البرزخ الذي قطعه سيرجيو باتجاه الموت كان سانحة فنية وفكرية لاستعراض حياته وإنجازاته التي توجت بإعلان استقلال تيمور وقبلها إرساء السلام في فييتنام.. لكن يبدو أن خطيئته تمثلت في إيمانه باستعادة الدور الوسيط للأمم المتحدة مع أنها باتت مؤسسة هرمة تبنى الفيلم الرأي بأن فواعلها خارجية، في حين استقتل سيرجيو ليعيدها إلى سكة الفاعلية والاستقلال، بما يحقق له بطبيعة الحال نصرا سيحرج الجميع إن تحقق.

ولتكتمل لائحة الاتهامات يجدر معرفة أن الزرقاوي نفسه لم يلبث ان اغتيل بدوره .. وبذلك دفن التقرير وكاتبه ومن صوب عليه ..
سيرجيو من الأعمال الفنية الممتعة والفاتحة لشهية الأسئلة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة