الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

شؤون مركبة

هاشتاغ_نضال الخضري

الحياة كما يراها العلماء توابع تلخصها العلاقات بين الأشياء، ونحن نترنح على أشكال تلك المساحات التي ترسمها “الشؤون المركبة”، وخسارة المرأة لمواقعها في سورية أراها تابع رياضي يكتب الحياة أمام بصيرتي كألوان منفصلة، فالدراسات تبقى شكل نمطي يحاول إقرار ما يريده الباحث، ويفرض حالة إجرائية لا يمكن تثبيتها تحاول ربطنا مع التصورات الدولية، والكلام الممزوج بطيف من التصورات الدولية حول المرأة تحديدا.
في أبحاث الجندرة عن سورية هناك متاهات تشدني لأتفقد المرأة بذاتها، واحتياج ذاتها لحياة خارج الحرب، وربما بعيدا عن حصص النساء في مساحات العمل، فالمرأة في الحرب تتحصن بخصوصية الوجود الذي يلخص البقاء بـ”القدرة”… برؤية التفضيل التي تتقنها الأنثى بشكل تلقائي، فعندما تصبح الحرب حدثا يوميا تنفجر الشؤون الصغيرة.. تصبح العلاقات أوضح، وربما يتجلى تنحي الأنثى عن الصورة التي رسمتها المنظمات الدولية؛ لتعود باتجاه البقاء الذي تحفظه في المورثات.. أي دراسة عن تراجع مواقع الأنثى دون ملامسة “العلاقة” التي أوجدت الحياة؛ تنتهي إلى حالة فقد للأنثى بذاتها، وتغفل أن كل الحياة ترتسم في قدرة الإناث على إنعاش الحياة بدلا من تتبع ما تراه المنظمات الدولية، ففي سورية لا نستطيع النظر إلى التمييز الجنسي من موقع النخب التي تحمل المطالب دون رؤية للإناث، ودون التوازن مع العلاقة التي تجعل من الأنثى عامل الوجود في بلد أنهكها السعي وراء التصورات الدولية.

كل الشؤون الصغيرة ترسم مساحتي.. مساحات الإناث.. أو حتى العلاقة التي أوجدتنا وسط الولع لتركيب الحياة من جديد، فالأبحاث تصبح إرضاء لمعايير لا ترتسم في تفاعلنا مع الحياة، ومع الغياب القسري للشكل الطبيعي للأنثى، فالأبحاث التي لا تثير الدهشة تبقى كلمات مرصوصة، والدراسات التي تحاول إيضاح انهيار موقعي كأنثى تتجاهل أن “عالمي” انهار قبل أن تظهر تلك الأفكار عني.. عن الإناث وعن ذوات اعتدنا رعايتها حتى في القراءات المعاصرة.

يجتاحني البؤس في كل تصور يأتي ليرسم صورتي في بلد يحتاج للعاطفة، فإذا تراجع موقع المرأة في سورية فلأنها تفيض عاطفة خارج ما نرسمه عن التمييز وفق الجنس، فأنا.. الإناث.. الذكور.. كلنا علاقات تحتاج للقراءة دون تكريس ذلك النمط الوصفي الذي يستجدي كلمات ترضي الحالة الدولية، فنحن لسنا إناث محاصرات في مصطلح بل نملك رحابة العلاقة وتأثيرات “الشؤون الصغيرة” علينا وعلى تفاصيل الحياة.

من يستطيع تقدير تراجع دور المرأة – الأنثى في الحياة العامة السورية يدفعنا لقيم جامدة، بينما نتأرجح على طيف معطاء في علاقة أزلية تصبح المعايير فيها نوع من الاستبصار، فالمرأة – الأنثى ليست “المرأة” وفق المصطلح الدولي لأنها “تابع رياضي” يستطيع الجميع رؤية جماليته في “علاقة” مع كل عوامل الحياة، وفي أي دراسة أرى أو نرى أو ننتقل في مساحة من جمالية العطاء وليس “المساواة القاصرة” التي تفرضها بعض الدراسات، فالمرأة – الأنثى في النهاية مساحة تصورات تكسر المعاير التقليدية وتضع حيوية متكاملة رغم قسوة الحياة.
مقالات ذات صلة