هاشتاغ-رأي- ديانا جبور
فرحتُ جدا بفوز شام البكور، وأعتقد أنني فهمت جيدا حالة الإجماع الاحتفالي بفوزها.. لكن لدي بضعة تساؤلات بهذه المناسبة
لم تكن لتفوز الطفلة لولا السيدة منال مطر، والدتها وصاحبة الفضل والمشروع، ومع ذلك لم يتردد اسمها كثيرا لأن المزاج العام ذكوري يتجه في تعاطيه مع المرأة إلى إقصاء الشخصية وتكريس الوظيفة الأمومية..
الاكتفاء في معظم المتابعات بالإشارة إلى مسؤولية الأهل عن إنجاز الأبناء، وفي هذا إخلاء لمسؤولية المؤسسات المتخصصة والمعنية برعاية المواهب وتعميم المعرفة..والواقع على هذا الصعيد قاتم..
فكم من المدارس لم تعد تفتح أبوابها سوى للريح تصفر في أرجائها بعد أن عجز المعلمون عن الحضور، مقابل مدارس أخرى لاتجد فيها الرياح منفذا للتسرب أمام حشر الطلاب على اختلاف مستوياتهم، في صفوف معدودة، ولأيام محدودة في معالجة جراحية وبدائية للواقع المريض.
للأسف؛ لن تتحول القراءة من ظاهرة أولا إلى تيار لسببين، أولهما أن عماد هذا الفعل -أي القراءة- هي الطبقة المتوسطة .. لا المترفون الذين يقدمون لأبنائهم وسائل تسلية وترفيه لن تترك أي جاذبية أو صبر محتمل لفعل القراءة..
مقابل هؤلاء هناك أرتال يومية زاحفة باتجاه الفقر الأسود، الذي يحول القراءة إلى ترف مستحيل، إن لم نقل إن تجريفا يوميا يتم من المدارس إلى الشوارع وسوق العمل السوداء.
إنها الطبقة المتوسطة التي لا تزال تعول على معايير الأخلاق وأغذية الروح.. وهذه كما ترون في انكماش متواتر يمهد للانقراض.
من الوارد أن تتكرر الطفرات، لكن تحولها إلى تيار يتطلب مجرىً ممهدا، أو بيئة حاضنة حسب المصطلحات السياسية، فهل نحن أمة لا تزال تقيم وزنا للثقافة والفنون الراقية..؟
على حد علمي هناك مرسوم يفرض الحفاظ على الصالات السينمائية ويمنع تغيير استثمار العقار.. ومع ذلك شاهدنا صورا لسينما الأهرام في دمشق وقد تحولت إلى صالة مفروشات..!
من يحول صالة السينما إلى صالة مفروشات لن يعجزه تحويل هذه الشام أو تلك إلى قطعة أثاث في هذا المعرض أو ذاك.