تلونت الشمس فوق بريطانيا صباح اليوم باللون الأزرق، في مشهد غير مسبوق، تسبب بصدمة الكثيرين.
وعبّر المتابعون عن صدمتهم، كما انتشرت صور هذه الظاهرة الغريبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كتب أحدهم عبر موقع “إكس”: “يا إلهي لم أر شمساً زرقاء من قبل”، وفقاً لصحيفة “ديلي ميل”.
تأثير غربي
وأوضح دان هاريس، نائب كبير المتنبئين في مكتب الأرصاد الجوية، في حديث للصحيفة البريطانية: “لدينا تأثير غربي قوي على طقسنا في الوقت الحالي”.
إقرأ أيضا: لغز الشمس.. دراسة حديثة تسدل الستار عن واحد من أكثر أسرار الكون غموضا
وأضاف: “وهذا يمكن أن يجلب الهواء على طول الطريق من أمريكا الشمالية إلى أوروبا”.
ولفت إلى أنه يحتوي هذا الهواء حالياً على دخان من حرائق الغابات الكندية”.
تبعثر ضوء الشمس
وأكمل هاريس: “كما يحتوي الهواء على مزيج الدخان والسحب العالية في الغلاف الجوي، ما يمكن أن يتسبب بتبعثر ضوء الشمس، ما يخلق تغيرات غير عادية في اللون”.
كما توجه العديد من المستخدمين المرتبكين إلى منصة “إكس”، لمناقشة الشمس الزرقاء هذا الصباح.
ولحسن الحظ، فإن هذه الظاهرة الغير المعتادة لا تدعو للقلق.
تأثير العاصفة “أغنيس”
ورداً على تساؤلاتهم، أوضح كريس بيج، مذيع الطقس في قناة “ITV”، ما يحدث قائلاً: “هناك الكثير من الأسئلة المتعلقة بظهور الشمس باللون الأزرق الغريب اليوم”.
إقرأ أيضا: نائب وزير الخارجية الروسي: الاتصالات بين سوريا وتركيا متواصلة وصيغة “أستانا” الأكثر فاعلية
وتابع: “إنها قوة دخان حرائق الغابات التي تنشر ضوء الشمس، والتي تم سحبها عبر المحيط الأطلسي من أمريكا الشمالية بسبب العاصفة (أغنيس)”.
الطول الموجي للألوان
وتبعاً لأن لكل لون مرئي له طول موجي مختلف، توضح “ناسا”: “يمتلك اللون البنفسجي أقصر طول موجي، عند حوالي 380 نانومتر،”.
أما اللون الأحمر لديه أطول طول موجي، عند حوالي 700 نانومتر. حسب “ناسا”.
وبينما يتجه نحو الأرض، ينتشر ضوء الشمس بشكل طبيعي عبر الجزيئات الموجودة في الهواء، مثل الغبار والدخان.
وكلما كانت الأطوال الموجية أقصر، كان من الأسهل انتشار الضوء، وهذا ما يفسر لماذا السماء زرقاء.
ومع وجود المزيد من الدخان في الغلاف الجوي، كما هو الحال بعد حرائق الغابات في كندا، فإنه يسمح بمزيد من التشتت، ما يجعل حتى الشمس تبدو زرقاء.
“الشمس الزرقاء” ظاهرة سابقة
وظهرت الشمس باللون الأزرق عام 1950 فوق المدن والبلدات في أونتاريو، في أعقاب عاصفة شينشاغا “Chinchaga”.
وهذه العاصفة كانت واحدة من أكبر حرائق الغابات المسجلة في أمريكا الشمالية.
ويعتبر الأكثر شيوعاً، أنه يمكن رؤية القمر بظلين غير عاديين أثناء خسوفه، ويمكن أن يتحول لون القمر إلى اللون الأحمر الدموي.
بينما في حالات نادرة جداً قد نراه بالفعل بلون أزرق.
وهذا لن يحدث إلا إذا تم النظر إلى القمر من خلال ضباب من جزيئات الغبار في غلافنا الجوي، ربما من ثوران بركاني حديث.