ظهر جيل جديد من السعوديين، يعمل جزء منهم كمستشارين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من أصحاب النظرة المعتدلة لـ “إسرائيل“، والذين يفهمون أدق تفاصيل المجتمع الإسرائيلي، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الجيل الجديد من السعوديين هم من المتعلمين وكثيري السفر، كما يقدمون رواية مختلفة حول العلاقة بين السعودية و”إسرائيل” مما يعطي فهماً دقيقاً لديناميكيات المنطقة, على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.
وقالت الصحيفة يجري الاستعانة بالجزء الذي يعمل كمستشار لولي العهد، للعب دور استشاري رفيع المستوى أو التكليف بصياغة تقارير وتلخيص الاجتماعات لولي العهد محمد بن سلمان.
وكشفت الصحيفة العبرية أن الجيل السعودي الجديد على دراية بمفاهيم مختلفة بشأن قضايا عدة منها الكيبوتسات ونمط الحياة في القرى العربية داخل “إسرائيل”ويدركون الفوارق الاقتصادية بين السكان اليهود والعرب في إسرائيل”، إضافة إلى التمييز بين الطوائف.
وقالت الصحيفة إن اهتمام الجيل الجديد وصل إلى السياسة الإسرائيلية، حيث يعرب البعض عن حماسهم لشخصيات مثل عضو الكنيست منصور عباس، زعيم حزب القائمة العربية الموحدة، معتقدا أن السعودية قد حلت محل مصر في زعامة العالم العربي”.
وتؤكد الصحيفة أن المملكة العربية السعودية تعمل على الحد من الخطاب العقائدي المناهض لـ “إسرائيل” وتصر أن السلام مع هذا البلد مرهون بإقامة دولة فلسطينية”.
رد سعودي
ورداً على تقرير الصحيفة العبرية، أوضح رئيس مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر، نقلاً عن موقع “الحرة”، أن هناك كُتّاب ومثقفون، ليسوا بالكثرة التي يعتقدها البعض، يعتقدون أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وأن هذه الأصوات ليس لها آذان صاغية في الوقت الحالي، وغير المؤثرين في المجتمع”.
ويضيف بن عمر أن وجهة النظر العامة في السعودية لا تختلف عن الموقف الرسمي للدولة، على الرغم من بعض الأصوات الصادرة المخالفة هنا وهناك”.
مساع أمريكية
وتحاول واشنطن بقوة للتوصل إلى اتفاق يجعل السعودية تعترف بـ “إسرائيل” بالمقابل تقديم مساعدة أميركية لبرنامج نووي مدني لديه القدرة على تخصيب اليورانيوم للسعودية.
ولم تعترف السعودية بـ “إسرائيل” قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية، التي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل. وبعدها حذا المغرب والسودان حذو الدولتين الخليجيتين.
تطبيع العلاقات
وفي أيلول /سبتمبر العلم الماضي، قال ولي العهد السعودي في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز ” الأميركية إن المملكة تقترب “كل يوم، أكثر فأكثر” من تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
إلا أن أحداث الحرب الدامية التي تشنها “إسرائيل” على غزة منذ قرابة 11 شهراً ، حالت دون الجهود الرامية للتطبيع.