كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الجنوب العالمي يرى ازدواجية المعايير في تعامل الغرب مع الوضع في قطاع غزة وأوكرانيا، مما يضر بمحاولات الغرب بقيادة الولايات المتحدة لتأليبه ضد روسيا.
وأضافت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت تنتقد روسيا خلال الأشهر الـ20 الماضية بسبب عمليتها الخاصة في أوكرانيا، لكن الآن عندما تقصف “إسرائيل” قطاع غزة، يمكن أن يخلق “دعم واشنطن الثابت” لتل أبيب “عقبات جديدة” في جهودها “لكسب” الرأي العام العالمي.
ونقلت عن رئيس مؤسسة “Eurasia Group” التحليلية كليفورد كوبتشان: “إن الحرب في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى دق إسفين متزايد بين الغرب ودول أخرى مثل البرازيل أو إندونيسيا، أي الدول المتأرجحة الرئيسية في الجنوب العالمي.
وأضاف: “سيزيد ذلك من تعقيد التعاون الدولي بشأن أوكرانيا، فضلاً عن تنفيذ العقوبات المفروضة على روسيا”.
وذكرت الصحيفة أن رئيس إندونيسيا جوكو فيدودو أدان “الظلم المستمر بحق الشعب الفلسطيني”، في حين عبر مندوب البرازيل لدى الأمم المتحدة عن خيبة أمله من الفيتو الأمريكي على مشروع قرارها في مجلس الأمن الدولي.
وأشارت إلى أن الزعماء العرب وبينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله
الثاني ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان انتقدوا في خطاباتهم في قمة السلام بالقاهرة المعايير المزدوجة للغرب.
وبيّنت أن تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يؤد إلا إلى تأجيج الاستياء في إفريقيا وآسيا وأمريكا
اللاتينية من أن الغرب ينظر إلى أوكرانيا باعتبارها حالة خاصة لأنها تقع في أوروبا.
ونقلت عن المحللة في مركر الأبحاث الاستراتيجية والدولية هانا نوتيه قولها: إنه يوجد هناك في بلدان
الجنوب العالمي موقف قائل إن الغرب يهتم باللاجئين الأوكرانيين أكثر من السكان في اليمن وغزة والسودان وسوريا.
وخلصت الصحيفة للقول: “يساعد ذلك في توضيح سبب فشل الغرب في إقناع دول مثل الهند وتركيا بدعم العقوبات ضد روسيا. وبالنظر إلى الوضع في قطاع غزة، فهيهات أن تنجح هذه الجهود في المستقبل القريب”.