أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية بأن “الإدارة الذاتية” المدعومة أمريكياً بصدد إبداء مرونة للدولة السورية مع استمرار مسار التقارب السوري التركي.
ونقلت “الأخبار” عن مصادرها أنه تم “عقد لقاءات عدة بين مسؤولين سوريين مع قيادات من قسد في مدينة القامشلي، منذ مطلع العام الجاري، بهدف التوصّل إلى صيَغ تساعد على تطوير الحوار بين الطرفين”.
وأشارت إلى “احتمالية توجّه وفد من القامشلي، يضمّ شخصيات عسكرية وسياسية وإدارية من قسد ومسد والإدارة الذاتية، إلى دمشق، لإيجاد منافذ تؤسّس لحوار فاعل مع الحكومة السورية”.
“قسد” والتنازلات
وكتبت الصحيفة اللبنانية أنه من الممكن أن “تلجأ قسد إلى تقديم بعض التنازلات، في ظلّ استشعارها الخطر المحدق بها على ضوء التقارب السوري التركي”.
وأوضحت أن “قيادات قسد تعتبر الحوار مع دمشق، توجّهاً أساسياً لا تريد الاستغناء عنه مطلقاً، لمنع سقوط مزيد من مناطق الشمال السوري بأيدي الأتراك والفصائل المسلّحة الموالية لهم. لكنها في المقابل لا تريد تقديم أيّ تنازلات جدّية”.
ورجحت، الصحيفة أن “تكون جلسات الحوار بين الطرفين أكثر مرونة في الأيام القادمة، وأن تَخرج بنتائج مهمّة”.
واشنطن و”الحشد”
وتأتي الترجيحات في وقت بدأت واشنطن بحشد حلفائها في سبيل إيقاف الدفع باتجاه عقد مصالحة بين دمشق وأنقرة برعاية موسكو.
وتتوقع مصادر سياسية متابعة أن تضع الولايات المتحدة الأمريكية ثقلها بالكامل خلال الفترة المقبلة في سوريا من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققتها واشنطن على الأراضي السورية منذ تدخلها هناك بشكل مباشر قبل سنوات ذلك وسط مخاوف من تغيّر موقف “قسد”.
وسبق أن قال القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي: “نحن دائماً قلقون من خيانة أمريكية”.
وتعمل واشنطن على التوصل لاتفاق مع القيادات الكردية بهدف تحصين وجودها في المناطق التي تسيطر عليها شرق وشمال شرقي سوريا.
وأوكلت هذه المهمّة إلى مبعوثها نيكولاس جرانجر، الذي تم تعيينه في نهاية آب الماضي،
خلَفاً للمبعوث الأمريكي السابق ماثيو بيرل بعد أن فشلت المساعي الأمريكية في الأشهر
الماضية في توفير المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات.. على الرغم من بيرل لقاءات
عدّة مع “قسد والمجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية” بهدف استئناف المفاوضات الكردية المتعثرة منذ نهاية العام 2020.