أفادت صحيفة “زونتاغستسايتونغ” السويسرية الأسبوعية، بأنّ جزءاً كبيراً من مبلغ 300 إلى 500 مليون دولار، يُتّهم حاكم مصرف لبنان المركزي باختلاسه، أودع حسابات في 12 مصرفاً سويسرياً.
ويأتي ذلك في أعقاب دعاوى قضائية جديدة رفعها القاضي اللبناني، رجا حاموش، ضدّ رياض سلامة. الذي تستهدفه تحقيقات قضائية عدّة في البلاد، على خلفية الانهيار المالي.
ووفق الصحيفة، فقد تمّ إيداع 250 مليون دولار في حساب رجا سلامة (شقيق رياض) الشّخصي لدى فرع “أتش أس بي سي” في جنيف. وأودعت مبالغ أخرى في “يو بي أس” و”كريدي سويس” و”جوليوس باير” و”أي أف جي” و”بيكتيت”، وفقاً للصحيفة.
وتجري السلطة الضابطة لأسواق المال “فينما”، تحقيقات أولية “منذ عدّة أشهر” مع 12 مصرفاً سويسرياً. كما أوضحت الصحيفة السويسرية أن التحويلات تمّت عبر شركة خارجية مسجلّة في الجزر العذراء باسم “فوري أسوشيياتس” تمّ إنشاؤها في عام 2001. وبعد ذلك، تمّ نقل “مبالغ كبيرة” لشراء عقارات في عدّة دول أوروبية.
وأشارت الصحيفة الأسبوعية إلى أنه تمّ تجميد ملايين الدولارات من الأموال، لكن مكتب المدعي العام الفدرالي لم يدل برقم محدّد. وقد أكد متحدث رسمي لـ”زونتاغستسايتونغ”: أنه تمّ الشروع في إجراءات قضائية ضد مؤسّستين ماليّتين في “السياق اللبناني”.
شكاوى وسلامة في منصبه
وكان القضاء اللبناني قد ادّعى رسمياً على سلامة في ملف الـ 300 مليون دولار أميركي، التي يُشتبه باختلاسها من “مصرف لبنان”، علماً بأن التحقيق اللبناني قد بدأ في عام 2021 بعد طلب مساعدة من النائب العام في سويسرا في إطار تحقيقات تشمل حركة أموال بأكثر من 300 مليون دولار أميركي قام بها سلامة وشقيقه.
وقال مصدر قضائي لبناني إنّ رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك، يلاحقون بجرائم “اختلاس الأموال العامة” و”تبييض الاموال”.
ولطالما نفى سلامة الاتهامات الموجهة إليه، معتبراً أن ملاحقته تأتي في سياق عملية “لتشويه” صورته.
ورغم الشكاوى والاستدعاءات والتحقيقات ومنع السفر الصادر في حقه في لبنان، لا يزال سلامة في منصبه الذي يشغله منذ العام 1993، ما جعله أحد أطول حكام المصارف المركزية عهداً في العالم. ومن المفترض أن تنتهي ولايته في أيار/مايو 2023.
وقبل أسابيع، بدأ محققون أوروبيون عملهم في بيروت، بالاستماع إلى الشهود.. في إطار تحقيقات تتعلق بحاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة المتهم بتبييض أموال تجاوزت قيمتها 300 مليون دولار.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر قضائي لبناني طلب عدم الكشف عن اسمه. أنّ “محققين من ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ استمعوا الاثنين إلى سعد العنداري.. وهو نائب سابق لحاكم مصرف لبنان بصفة شاهد، بحضور القاضيين عماد قبلان وميرنا كلاس اللذين توليا طرح الأسئلة”.