استقالت كلودين غاي من منصب رئيسة جامعة هارفارد، وهي أول شخص أسود يتبوأ هذا المنصب في تاريخ المؤسسة، بعد أن تعرضت لهجوم شرس من قبل بعض النواب والمانحين والإعلاميين.
جرى ذلك بسبب شهادتها في الكونغرس حول معاداة السامية خلال احتجاجات داعمة لغزة في الحرم الجامعي، فضلا عن اتهامات بالسرقة الأدبية في بعض أبحاثها العلمية.
وفي نص استقالتها التي نشرتها صحيفة “هارفارد كريمسون” التي يديرها طلبة، قالت غاي إنها تعرضت لتهديدات شخصية و”عداء عنصري” منذ توليها المنصب في عام 2021.. وأنها اتخذت هذا القرار “بحزن كبير لكن بحب عميق لهارفارد”.
وكانت غاي قد شهدت في الكونغرس في 13 كانون الأول/ ديسمبر الماضي إلى جانب رئيستَي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا.. حيث تم سؤالها عن موقفها من الدعوة إلى إبادة اليهود التي رفعها بعض الطلبة المناصرين لغزة في الحرم الجامعي. ورفضت الإجابة بشكل واضح عما إذا كانت هذه الدعوة تنتهك قواعد السلوك في جامعة هارفارد.
أقرأ المزيد: غوتيريش يعبر عن صدمته من مطالبة إسرائيل له بالاستقالة
وأثارت شهادتها غضب العديد من النواب الذين اعتبروا أنها تتهرب من مواجهة معاداة السامية.. وطالب أكثر من 70 نائباً من بينهم اثنان ديمقراطيان باستقالتها.
كما انتقدتها بعض المنافذ الإعلامية المحافظة ونشرت تقارير تفيد بأنها لم تستشهد بمصادر علمية بشكل صحيح في بعض أبحاثها.. وهو ما يعد سرقة أدبية.
ومن جهة أخرى، وقّع أكثر من 700 من أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد رسالة تدعم غاي وتشيد بإنجازاتها وتنديد بالهجوم الذي تعرضت له.
وكانت الهيئة الإدارية للمؤسسة قد دعمتها عقب شهادتها في الكونغرس.. لكنها انتقدت رد الجامعة الأولي على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. الذي قالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص داخل الكيان واحتجاز حوالي 240 شخصاً كرهائن.
وتعتبر استقالة غاي حدثاً مهما في تاريخ جامعة هارفارد، وهي واحدة من أقدم وأشهر الجامعات في الولايات المتحدة.. والتي تخرج منها العديد من الرؤساء والشخصيات البارزة في مختلف المجالات.
ويترقب الجميع من سيخلفها في المنصب وما سيكون مصير الجامعة، وذلك في ظل التحديات السياسية والأكاديمية التي تواجهها.