هاشتاغ-نور قاسم
قال الموسيقار طاهر مامللي في حديث خاص لـ”هاشتاغ” إن الدراما في سوريا “تفتقر إلى المنتِج الفني الذي يعي ما ينتجه، وليس فقط صاحب رأس مال ولا يملك من الثقافة والمعرفة شيئاً” على حد تعبيره.
وعبر الموسيقي السوري عن استيائه من “تحكم هكذا نماذج بالوعي والفكر والمادة الفنية التي يشاهدها الجمهور” .
كما أبدا استغرابه من “كيفية إتاحة المجال لأشخاص ينتجون وفي الواقع لا يفقهون شيئاً”.
وتساءل حول كيف يمكن لأحدٍ غير واعٍ بصياغة وعي مجتمعي وأن يصبح رائداً في مجال الإنتاج فقط لامتلاكه رأس المال؟
وطرح في حديثه حلولاً لما وصفها بـ”أزمة ثقافة” تمر بها الدراما السورية حالياً، وقال: “يمكن أن يكون الحل في فرض استراتيجية معينة على كل من يرغب بالإنتاج وتكون مشروطة بالثقافة والوعي والفِكر”.
المنتج قبل السوق
وقال “مامللي” إن: “التفكير بإشكالية المنتج يجب أن يكون قبل التفكير بمشكلة السوق، ففي حال وجود عمل درامي ذو سوية فنية غير لائقة فلا يمكن المطالبة بتسويقه”.
وأشار إلى وجود الكثير من الأعمال الفنية التي فرضت نفسها فكرياً وثقافياً، وطرحت قضايا ليست ضمن إطار الاهتمام عربياً بشكل عام، “إلا أنها فرضت نفسها في السوق الفني من ناحية السويّة الفنية العالية.”
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
واستشهد بمسلسل “التغريبة الفلسطينية” الذي تم تسويقه إلى كافة المحطات العربية “بما فيها المطبِّعة مع الكيان الصهيوني، هذا إن دلَّ على شيء فإنه يدلُّ على مقدرة المنتَج الفكري الثقافي الجيد على تسويق نفسه”.
لا يمكن الاختزال برأس المال
في مقابلة حصرية مع هاشتاغ قال رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز في حديث:
إن صناعة الدراما السورية “تصنَّف من الصناعات الثقيلة، وسوريا بحاجة إلى المزيد من رؤوس الأموال المثقفة للإنتاج”.
ووافق ما طرحه الموسيقي مامللي من حيث “أهمية تمتع المنتج الفني بالثقافة. هذا أمر مهم جداً لا يمكن إنكاره، ولا يمكن اختزال الدراما فقط برأس المال”.
لكن في المقابل ثمة آراء أخرى تقول إنه “من الضروري وجود رأس المال وليس مهماً تحلي المنتِج بالثقافة الكبيرة.. طالما أنه يؤمِّن فرص عمل للعديد من الشبان والشابات سواء ممثلين أو مخرجين أو مصورين أو فنيين”.
وفي سياقٍ متصل قال رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون إن:
“صاحب رأس المال غير المثقف يمكنه الاستثمار في قِطاعات أُخرى متنوعة فالمجال مفتوح أمامه للعمل والاستثمار وتأمين فرص العمل”.
وعبر عن أمله بأن “يأتي إلى هذه المهنة المزيد من رؤوس الأموال المثقفة، ولاسيما أن الحاجة اليوم للعديد من الأطروحات المهمة على المستوى الفكري ملحة”.