هاشتاغ _ يارا صقر
يعتبر سرطان البروستات من أكثر أنواع السرطانات تشخيصا، والسبب الثاني للوفيات الناتجة عن الأمراض السرطانية عند الرجال.
يقول الدكتور علي محمد عثمان اختصاصي بالجراحة البولية والتناسلية، إن سرطان البروستات هو عبارة عن ورم خبيث يصيب غدة البروستات، وينتج عن تكاثر خلايا هذه الغدة بطريقة غير طبيعية، نتيجة وجود خلل في المورثات التي تقوم بضبط الانقسام الخلوي أو وجود خلل بالمورثات الكابحة للورم.
ويشير عثمان خلال حديثه لهاشتاغ، إلى أن الدراسات الإحصائية أظهرت أن ازدياد نسبة الإصابة بسرطان البروستات تكون مع التقدم في العمر بشكل واضح، وهذا مخالف لأغلب السرطانات التي يكون لها ذروة عمرية للحدوث.
ويوضح عثمان أنه من غير المألوف أن نرى عند اليافعين أو الشباب إصابات بسرطان البروستات، فبكل المراجع الطبية المتخصصة في الجراحة التناسلية البولية مذكور تسع حالات فقط تم تشخيصها بسرطان البروستات لشبان في العالم.
ويضيف عثمان، بأن معظم سرطانات البروستات بطيئة النمو ولا تؤثر على المريض، وتكون غير عرضية في المراحل المبكرة، في حين أن البعض من هذه السرطانات يكون شديد الفوعة، وشديد الإمراضية وإذا اكتشفت السرطانات بوقت متأخر أوتركت بدون علاج تؤدي للوفاة.
ويضيف: “نحن كاختصاصيين نرى أن الفعالية البيولوجية لسرطانات البروستات، تمتلك طيف واسع وهذا الأمر يجعل القرارات المتعلقة بالمعالجة صعبة وتتطلب دراسة كل حالة على حدى، ووضع التشخيص الدقيق لكل مريض قبل الخوض بقرارات المعالج وطرقها”.
أسباب سرطان البروستات
يؤكد عثمان على أنه لا يوجد أسباب واضحة متهمة بإحداث سرطان البروستات من خلال الدراسات، لكننا نستطيع أن نشير إلى مجموعة من عوامل الخطر المرافقة لحدوث هذا المرض:
أولاَ، العمر: يزيد من نسبة الإصابة بسرطان البروستات، ولكن للآن لم يتم التعرف على العوامل المرافقة لتقدم العمر والمسؤولة عن زيادة نسبة سرطان البروستات.
ثانياً، نسبة الإصابة بسرطان البروستات موجود لدى الرجال من العرق الأسود أكثر من الرجال من العرق الأبيض .
ثالثاً، وجود قصة عائلية إيجابية: أي في حال وجود شخص معين أحد أقربائه لديه سرطان بروستات وخصوصا الأقارب من الدرجة الأولى تزداد نسبة إصابته بالمرض.
رابعاً، التعرض لبعض المواد الكيميائية :مثل مادة الكاديوم الموجودة بالتبغ، الأشخاص الذين يعملون بصناعة البطاريات القلوية هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض أيضا الأشخاص الذين يعملون ب(لحام المعادن).
خامساً، قطع الأسهرين هو أحد الوسائل المتبعة لإيقاف قدرة الرجل على الإنجاب قد يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان لكن هذه النظرية لاتزال محط جدل.
ويقول عثمان: “الآليات الجزيئية النوعية المتعلقة بتطور وترقي سرطان البروستات أصبحت موضع اهتمام كبير للكشف عنها في المخابر العلمية”.
ويشير الى ان المورثة المسؤولة عن حدوث سرطان البروستات تتوضع على الصبغي رقم واحد وتم تحديد العديد من الشذوذات المورثية التي تسبب سرطان البروستات أو تزيد نسبة الإصابة به.
أعراض سرطان البروستات
وفي سؤاله عن أعراض سرطان البروستات، يبيّن عثمان إلى أن هذا النوع من السرطان، مثله مثل أي مرض، يظهر من خلال عدة أعراض، حيث أن معظم المرضى في المراحل المبكرة قد لا تظهر لديهم أعراض، ووجود الأعراض يقترح وجود إصابة متقدمة.
1- الأعراض الإنسدادية أو التخريشية التي تنجم عن الامتداد الموضعي للورم، ضمن الإحليل أو عنق المثانة وتشكل هذه الأعراض صعوبة في التبول، ضعف رشق البول، أو الشعور بالإلحاحية (الرغبة الملحة بالتبول).
2- النقائل ممكن أن تعطينا أعراض، فمثلا النقائل العظمية التي هي المكان الأكثر شيوعا لتوضع النقائل لسرطان البروستات وهي قد تسبب ألم عظمي، أما النقائل الورمية للعمود الفقري فقد تترافق مع وجود أعراض ناتجة عن انضغاط الحبل الشوكي، وهذه الأعراض ممكن أن تتضمن الشلل، ضعف في الأطراف السفلية، السلس البولي أو السلس البرازي.
3- أورام البروستات الممتدة موضعيا والتي تترافق مع تضخم العقد اللمفاوية في الناحية المصابة، و يمكن أن تؤدي لوجود وزمة لمفاوية في الطرفين السفليين.
تشخيص المرض
يوضح الاختصاصي في هذا الصدد، أن هناك العديد من الفحوصات والاستقصاءات للتحري عن سرطان البروستات، تبدأ الاستقصاءات من الفحص السريري مرورا بالفحوصات المخبرية ووصولا للشعاعية.
ويتابع عثمان “بداية يحاول الطبيب أن يأخذ من المريض قصة مرضية مفصلة للتوجه لهذا المرض، الفحص السريري عن طريق المس الشرجي لأن لديه أهمية كبيرة لتشخيص سرطان البروستات، فأثناء المس الشرجي قد نلاحظ قساوة في إحدى أجزاء البروستات، وهذا يوجهنا إلى إمكانية إجراء الفحوصات والإستقصاءات”.
والفحوصات المخبرية – يشرح عثمان– التي تتضمن فحوصات عامة وروتينية، منها وظائف الكلية، ففي سياق هذا المرض نلاحظ ارتفاع في مستوى البولة والكرياتينين، إن كان السرطان مترافق مع انسداد حالبي مزدوج ناجم عن الامتداد الموضعي أو المباشر للورم إلى مثلث المثانة أو عن إصابة العقد اللمفاوية خلف البريتوان.
إضافة الى أن نقائل الورم قد تترافق مع فقر الدم، وترتفع نسبة الفوسفاتاز القلوية في حال وجود نقائل عظمية أو ترتفع نسبة الفوسفاتاز الحامضية في حال وجود الإصابة خارج حدود البروستات.
بالإضافة للواسم الورمي (المستضد النوعي “PSA” وتتم معايرته بالدم و نلاحظ ارتفاع قيمة “PSA”، وتكون قيمته عالية جدا في سرطان البروستات وهذه القيمة ترتفع بفترات زمنية متقاربة أي بتواتر أعلى مما هو في باقي الأمراض.
كما يضاف إليها التقنية الأكثر استخداما وأهمية التي قد نستخدمها هي خزعة البروستات للكشف عن سرطان البروستات، ونحصل عليها بالمشاركة مع المس الشرجي أو بوساطة التوجه بالإيكو عبر المستقيم، وترسل إلى طبيب التشخيص المرضي لإجراء الدراسة النسيجية اللازمة تحت المجهر للكشف عن وجود السرطان. حسب الاختصاصي.
ويشير عثمان أيضا إلى الاستقصاءات الشعاعية وتقنيات التصوير الطبي ومنه الإيكو عبر المستقيم الذي يزودنا ببعض المعلومات، كتحديد المرحلة الورمية بعد كشف الورم.
ويلفت عثمان، إلى أن سرطان البروستات يظهر على شكل مناطق أو آفة ناقصة البنية الصدوية بمكان الإصابة.
ويتابع: الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي يساعداننا بالبحث، عن وجود نقائل الى العقد اللمفاوية عند المرضى ذي الخطورة العالية.
وكذلك المسح العظمي “قد نلجأ له عند وجود نقائل العظام أثناء الإصابة بسرطان البروستات في المراحل المتقدمة”.
العلاج
يبيّن الدكتور علي محمد عثمان أن علاج سرطان البروستات من المواضيع الشائكة، وتتطلب تقييم كل مريض على حدى لوضع الخطة العلاجية المناسبة.
كما يشير الى أن الخطط العلاجية تتعلق بالمرحلة الورمية، ودرجة الورم، ومدى انتشاره، وفترة الحياة المتوقعة لكل مريض، ومن الخيارات المتاحة قبل الوصول للعلاج الجراحي أو استئصال غدة البروستات بشكل جذري، قد نلجأ لتقشير الخصيتين أو إستئصال الخصيتين على اعتبار أن سرطان البروستات من أنواع السرطانات المعتمدة على الأندروجينات، التي تقوم الخصيتين بإفرازها، وبالتالي عملية تقشير أو استئصال الخصيتين من الممكن أن تحد من تطور المرض، في المراحل المبكرة وقد تكون الإجراء الكافي.
ويؤكد على أن هناك معالجات شعاعية، أي تعريض البروستات للأشعة وفق تقنيات و بروتوكولات وجرعات محددة ومعروفة عند ذوي الاختصاص.
كما أن هناك نوع من المعالجة القرّية والتي تتضمن تجميد البروستات، باستخدام تقنيات وأجهزة ووسائل مساعدة، وهذه المعالجة تهدف إلى تخريب الخلية السرطانية وإيقاف تطور المرض.
ويقول عثمان “إن المعالجات الدوائية تكون معالجات هرمونية باستخدام أدوية مضادة للأندروجينات، وهي عبارة عن أدوية فموية أو حقن تحت الجلد أو عضلية”.
ويختم عثمان حديثه لهاشتاغ بالقول إنهم “كأطباء قد نصل لمرحلة العمل الجراحي؛ أي استئصال البروستات يشكل جذري مع تشكيل المجرى البولي، وهذه العملية تعتبر من العمليات الكبيرة جدا والتي تتطلب فترة استشفاء طويلة بعد القيام بها”.