هاشتاغ- نورا قاسم
اشتكى حوالي 40 طالبا من طلاب دبلوم التأهيل التربوي الذين يقطنون في دمشق، وجامعتهم في القنيطرة لـ”هاشتاغ” من رفض طلبات الاستضافة المقدمة منهم إلى عمادة كلية التربية بدمشق.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد أصدرت في تاريخ 26/1/2024 قراراً يقضي باستضافة الطلاب من جامعة حكومية وفروعها إلى جامعة حكومية أخرى وفروعها، وذلك مراعاةً لمقتضيات المصلحة العامة للطلاب (كما ورد في القرار).
لكن بعد يومين من صدور القرار، أغلقت العديد من الكليات في جامعة دمشق أبوابها أمام قبول طلبات الاستضافة، وذلك لتجاوز القدرة الاستيعابية بحسب عمداء الكليات.
قلق بين الطلاب
عبر عدد من طلاب الدبلوم التربوي لـ”هاشتاغ” عن قلقهم وتوترهم من الذهاب إلى القنيطرة بسبب وجود “القوات الإسرائيلية” في المنطقة، بالإضافة إلى ما يحدث من إشكاليات بين الحين والآخر، فضلاً عن احتمال إغلاق الطريق فجأة، حيث إنهم ليسوا من أبناء المنطقة، وليس لديهم مكان للذهاب إليه في حال تصاعد الأحداث.
كما أشار الطلاب إلى مشكلة صعوبة المواصلات وأجورها المرتفعة، حيث تُكلف أجور النقل من دمشق إلى القنيطرة ما بين 80 ألف إلى 100 ألف ل.س، ما يعني أن تكلفة المواصلات طوال فترة تقديم المواد خلال هذا الشهر قد تتجاوز 600 ألف ليرة.
اختلاف في متطلبات التعليم
أضاف طلاب الدبلوم أن هناك أيضاً مشكلة صعوبة الأسئلة في جامعة القنيطرة مقارنةً بجامعتي دمشق ودرعا، حيث حافظت كلية التربية الرابعة في القنيطرة على أغلب المواد التقليدية. في حين أن كليات التربية في دمشق ودرعا أصبحت تعتمد بشكل أكبر على التعليم المؤتمت.
تعامل غير لائق
حاول الطلاب إقناع عميدة كلية التربية، الدكتورة إيمان عز، بفتح أبواب الكلية أيام السبت لكي يستطيعوا تقديم امتحاناتهم، وهو ما لن يؤثر على الاكتظاظ أثناء فترة الامتحانات، لكنها أصرت على رفض طلبهم.
كما ذكر الطلاب أن تعامل العميدة معهم كان غير لائق، على الرغم من كونهم مدرسين يدرّسون في المدارس.
عدم استجابة
مراسلة “هاشتاغ” حاولت التواصل مع عميد كلية التربية بجامعة دمشق، الدكتورة إيمان عز، لمعرفة سبب رفضها لاستضافة الطلاب، إلا أنها آثرت عدم الإجابة، مشيرةً إلى صدور توجيهات جديدة من قِبل وزارة التعليم العالي بخصوصهم.
تخبط بالقرارات
أفاد مصدر خاص ل”هاشتاغ” بوجود تخبط في القرارات المتعلقة بطلاب الدبلوم التربوي، حيث صدر قرار الاستضافة قبل أيام قليلة من الامتحانات التي ستبدأ يوم غد الأحد 2/2/2025.
وبيّن المصدر أن هذا التخبط أدى إلى تحميل الطلاب عناء السفر من محافظاتهم لتقديم طلب الاستضافة في دمشق، ليُرفض الطلب أو يُغلق باب القبول بسبب تجاوز القدرة الاستيعابية، حيث يتواجد طلاب من عدة محافظات.
وأفاد المصدر أنه في يوم الأربعاء 29/1/2025، أعلنت مديرية شؤون الطلبة المركزية أن القرار يشمل طلاب الدبلوم، ثم تراجعوا صباح اليوم التالي، ليعودوا ويؤكدوا في الظهيرة أن القرار يشملهم، ليعودوا بعد الظهر من يوم الخميس مرة أخرى وينفوا ذلك.
من يقف وراء التخبط؟
يبيّن المصدر أن السبب وراء هذا التخبط هو عميد كلية التربية الرابعة في جامعة القنيطرة، الذي تواصل مع عمداء التربية في جامعتي دمشق ودرعا وطالبهم بعدم الموافقة على استضافة المزيد من الطلاب، حيث أصبحت الجامعة في القنيطرة شبه فارغة من الطلاب دون أي مبرر.
وأشار المصدر إلى أن الطلاب الوحيدين الذين استفادوا من القرار هم أولئك الذين يقيمون في درعا، حيث تم قبول استضافتهم دون أي عراقيل من قِبل عميد كلية التربية الثالثة في درعا.
لا مانع ولكن..
عميد كلية التربية الرابعة في جامعة القنيطرة، الدكتور حوران سليمان، قال لـ”هاشتاغ” إن الأوضاع الأمنية في جامعة القنيطرة مستقرة، وأن “القوات الإسرائيلية” بعيدة عن الجامعة، مشيراً إلى أن جميع دوائر الدولة تعمل في المحافظة والحياة تسير بشكل اعتيادي.
وأضاف، “نحن نريد حضور الطلاب، ولا نريد للإسرائيليين أن يشعروا بأن هذه المناطق فارغة”.
ورداً على سؤال “هاشتاغ” حول صحة المعلومات التي تفيد بتواصله مع عمداء كليتي التربية في دمشق ودرعا لإقناعهم بعدم قبول طلبات الاستضافة من الطلاب، قال “سليمان”: “نحن لا مانع لدينا من انتقال الطلبة، ولكن ما حصل أن عميدة كلية التربية بجامعة دمشق، تواصلت معي لتخبرني بأن الكلية مكتظة ولا يوجد أماكن فارغة للاستضافة، فقلت لها إنه لا يوجد مبرر لتقديم الطلبات من قِبل الطلاب للاستضافة من القنيطرة إلى دمشق”.
وبيّن “سليمان” أنه فيما بعد تواصل مع الوزير ومعاون الوزير لإقناعهم بأن الوضع آمن في جامعة القنيطرة، وبالتالي لا داعِ لنقل الطلاب إلى جامعة دمشق وتحميل الكلية أعباء إضافية.
وأردف،”بالفعل اقتنع الوزير بذلك وتم التوجيه برفض استضافاتهم”.
صعوبة المواصلات
وأما بالنسبة لمشكلة صعوبة المواصلات وارتفاع أجورها، أوضح “سليمان” أنه تم بالتعاون مع محافظة دمشق، تأمين الباصات للطلاب، من البرامكة إلى الكلية في جامعة القنيطرة وبالعكس.
وأشار إلى أن الباص سيكون موجودا عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، وأما العودة فستكون عند الساعة الثانية، وهنالك محاولات لزيادة عدد الباصات وعدد الرحلات خلال فترة الامتحانات.
وفيما يتعلق بالطلاب الذين يقطنون في محافظة درعا، أوضح “سليمان” أنه تم الموافقة على استضافتهم كَون المسافة بعيدة والأجور مرتفعة جداً، وفي المقابل المسافة من دمشق أقصر بالمقارنة مع درعا ،كما أن الباصات تم تأمينها . وبالتالي لا داعي لانتقال الطلبة إلى جامعة دمشق لتقديم امتحاناتهم، بحسب تعبيره.
بين “التقليدي” والأتمتة
وبالنسبة لعقبة المنهاج التقليدي الذي يعاني منه الطلاب، أقر الدكتور، حوران سليمان، بصحة هذا الكلام، مؤكدا أن الطلاب لديهم الحق في ذلك، وبأنهم ظُلموا لأن المواد في كُليتي التربية بجامعتي دمشق ودرعا مؤتمتة.
ولذا، تم رفع الطلب إلى جامعة دمشق في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر العام الفائت للموافقة على تحويل أربعة مواد في الفصل الأول إلى النظام المؤتمت، ولغاية الآن لم ترد أي موافقة.