تعد الإصابة بـ”كوفيد-19″ أمر سيء بحدّ ذاته. لكن، ماذا لو كنت بين الأشخاص الذين عانوا مما يُعرف باسم “كوفيد طويل الأمد”؟
وأوضحت دراسة جديدة، شملت أكثر من مليون شخص من 8 بلدان، أنه عبارة عن مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تشعر بها لأشهر، وحتى سنوات، بعد التعافي من “كوفيد-19″.
ووجدت الدراسة أنّ خطر إصابة البالغين بنوبات الصرع، وضباب الدماغ، والخرف، وحالات الصحة العقلية الأخرى، لا يزال مرتفعًا بعد عامين من التعافي من “كوفيد-19”.
وقال المؤلف المشارك بول هاريسون، أستاذ الطب النفسي في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة: “هذه نتائج مهمة، لكن لا ينبغي أن تتسبّب بالذعر”.
وأضاف “نحن لا نتحدث عن أعراض أكثر شيوعًا بمقدار 10 أو 100 مرة.. أعتقد أن نسبة الأرجحية الأسوأ هي اثنين أو ثلاثة”.
الأطفال أكثر عرضة
وكان الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالصرع أو النوبات، والتهاب الدماغ، واعتلال الجذور العصبية، التي يمكن أن تسبب الألم، أو الضعف، أو فقدان الإحساس بالذراع أو الساق.
وكان هناك أيضًا خطر ضئيل، لكنه مقلق، بالتشخيص، الإصابة باضطراب ذهني مثل الفصام أو التفكير الوهمي.
وقالت راشيل سومنر، الزميلة البحثية بجامعة كارديف متروبوليتان في المملكة المتحدة، غير المشاركة في الدراسة لـCNN: “هذه دراسة قوية للغاية وجيدة التنفيذ، تستخدم بيانات من عينة كبيرة، تعود لدول متعددة”.
وأضافت: “النتائج مثيرة للقلق وهي مهمة للغاية في سياقنا الحالي لانتشار كوفيد-19”.
وقال الدكتور آرون فريدبرج، الأستاذ المساعد السريري للطب الباطني في جامعة ولاية أوهايو بكولومبوس: “تحدثت للتو إلى مريض تم تشخيصه منذ أكثر من عامين بمرض كوفيد-19، لكنه لا يرى سوى اختصاصي ما بعد كوفيد اليوم”.
وأضاف: “هذا لا يعني بالضرورة أنهم أصيبوا بهذه الأعراض بعد عامين.. هذا يعني أنه تم تشخيص إصابتهم بها فقط”.
وقال فريدبرج أيضًا إنه يعاين أشخاصًا يعانون من أعراض حادة بعد عامين من التشخيص.
وأوضح: “لا يستطيعون التفكير أو التنفس.. هناك شخص واحد يعاني من مرض شديد، لا يستطيع النهوض من فراشه.. رأيت أخيرًا شخصًا لا يزال غير قادر على العمل بسبب أعراض كوفيد-19 بعد عامين من التشخيص”.
أخبار جيدة وسيئة
تم تحليل عامين من بيانات المستشفى لكل من البالغين والأطفال.
ونظرت الدراسة في 1.25 مليون مريض بعد عامين من تشخيصهم بـكوفيد-19″، وقارنتهم بـ1.25 مليون شخص مصاب بعدوى تنفسية مختلفة.
وقال المؤلف المشارك ماكسيم تاكيه، زميل إكلينيكي أكاديمي في الطب: “قارنا مجموعتي المرضى لجهة 14 اضطرابًا عصبيًا ونفسيًا رئيسيًا في العامين التاليين لكوفيد-19 أو عدوى الجهاز التنفسي“.
ونظر فريق البحث في حالات متعددة من الاضطرابات مثل اضطرابات القلق، واضطرابات المزاج، والأرق، والاضطرابات الذهانية، والعجز المعرفي، وغيرها من أمراض الجهاز العصبي العضلي.
ولم تستطع الدراسة معرفة إذا كان الأشخاص قد عانوا من أعراض مستمرة لمدة عامين كاملين منذ تشخيصهم بكوفيد-19 طويل الأمد.
وقال تاكيت: “هذه البيانات تبحث فقط بعدد التشخيصات الجديدة التي يتم إجراؤها، وليس استمرار الأعراض أو مدتها”.