أوضح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي، أن النقاشات الجارية مع الحكومة السورية تتركز حول الوصول إلى صيغة حكم محلي في شمال شرقي سوريا.
وأشار عبدي إلى أن بعض الأحزاب الكردية تُصر على خيار الفيدرالية، في وقتٍ تجري فيه تحضيرات لعقد مؤتمر يجمع جميع الأحزاب الكردية بهدف بلورة موقف سياسي موحد وتشكيل وفد يمثل المنطقة في المحادثات مع دمشق، وفقاً لموقع “تلفزيون سوريا”.
وعن أبرز تفاصيل الاتفاق الأخير مع الحكومة السورية، كشف قائد “قسد” أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات تنفيذية تهدف إلى دمج مؤسسات “الإدارة الذاتية” في مؤسسات الدولة، وتشكيل وفد موحد للمفاوضات مع دمشق
وفي سياق آخر، قال عبدي إن الاتفاق الخاص بحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب يُعدّ ترتيباً مؤقتاً، وسيُلغى بمجرد التوصل إلى اتفاق سياسي شامل مع دمشق، مشيراً إلى أن اتفاق سد تشرين شمل جوانب فنية وعسكرية، وتم التفاهم مع الحكومة على الإبقاء على الكوادر الحالية لضمان استمرارية العمل.
ولفت إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بانسحاب “قسد” شرقاً، مقابل تمركز قوات الحكومة السورية كمنطقة عازلة بينها وبين “فصائل الجيش الوطني”، في خطوة تهدف إلى وقف المواجهات السابقة بين الطرفين وخلق مناخ أكثر استقراراً.
ورحب عبدي بتخفيف حدة الخطاب التركي الرسمي تجاه قسد والإدارة الذاتية”، مع وجود تقبل تدريجي لفكرة دمج هذه القوات ضمن مؤسسات الدولة السورية، معتبراً أن الاتفاق مع الرئيس السوري، أحمد الشرع، ساهم في “إسقاط شروط مسبقة كانت تُطرح من قبل تركيا.
وعن كواليس الاتفاق، قال عبدي :” ناقشنا تفاصيل الاتفاق خلف أبواب مغلقة لثلاث ساعات قبل توقيعه، وصغنا المسودة الأولى معاً. وفي الواقع، الاتفاق الذي تم توقيعه يُعبّر عن رؤيتنا المشتركة، وهو نتيجة كل النقاشات التي جرت خلال ذلك الاجتماع”، مستبعداً أن تكون تركيا على علم بالاتفاق الذي تم توقيعه في دمشق.
وبخصوص الدور الأميركي، نفى عبدي مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق، باستثناء دورها كمسهل لوجستي لتأمين الوصول إلى دمشق، مؤكداً أن واشنطن تدعم الاتفاق لأن استقرار المنطقة يخدم مصالحها، ويحول دون تصعيد جديد مع تركيا أو الحكومة السورية.
وحول آلية الاندماج، أوضح قائد سوريا الديمقراطية أن “قسد” لا تطمح إلى تشكيل جيش موازٍ، بل تسعى للاندماج ضمن الجيش الوطني السوري الجديد، مع الحفاظ على خصوصيتها التنظيمية والخبرة القتالية التي راكمتها خلال المعارك ضد تنظيم الدولة “داعش”.
وقال: “خطوطنا الحمراء هي رفض تركيز السلطة الإدارية في دمشق فقط، ونرغب في الحفاظ على هوية قسد ضمن صفوف الجيش السوري الذي يتم تشكيله، نحن متفقون تماماً على أنه لا يمكن أن يكون هناك جيشان منفصلان في سوريا، ولا جيش داخل جيش، فهذا ليس هدفنا”.
ونفى عبدي وجود أي اعتراض من الحكومة السورية على بقاء العرب في صفوف “قسد”، مشيراً إلى أن الرئيس الشرع طلب التخلي عن السيطرة على المناطق ذات الغالبية العربية مثل دير الزور والرقة، مستدركاً بالقول: “لكنه لا يعتبر ذلك أولوية، وستُناقش أوضاع هذه المناطق لاحقاً، أما في الوقت الحالي، فالنقاش يتركز على دمج مؤسساتنا مع دمشق”.
وعن أحداث الساحل السوري، أكد عبدي على ضرورة التمييز بين الطائفة العلوية، التي وصفها بأنها “جزء أصيل من النسيج السوري”، وبين بقايا نظام الأسد الذين يحاولون عرقلة المسار الجديد.
وأشار عبدي إلى أن الرئيس الشرع حمّل فلول النظام المخلوع مسؤولية إشعال العنف في الساحل السوري، موضحاً أن الحكومة نشرت قوات أمنية لحفظ الأمن، لكن تلك القوات تعرّضت لهجمات دفعتها للتدخل، ما أدى إلى تصاعد الفوضى وعمليات انتقامية شاركت فيها أطراف متعددة.
وشدد عبدي على التزام “قسد” بدعم عملية التحول في سوريا الجديدة، وفق ما نص عليه اتفاق العاشر من آذار، معتبراً أن أي محاولة من بقايا النظام المخلوع للعودة إلى السلطة محكومة بالفشل.