نقلت قوات الجيش الأمريكي جنودا من قواتها ومعدات وأسلحة من الأراضي العراقية باتجاه قاعدتها في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي السوري، بحسب ما ذكرته وكالة “سانا”.
وذكرت الوكالة ، أن “ثلاث حوامات تابعة للقوات الأمريكية هبطت الليلة الماضية في القاعدة بمدينة الشدادي قادمة من العراق، كان على متنها 15 جنديا من قوات المارينز، مجهزين بكامل عتادهم، إضافة إلى معدات لوجستية وذخيرة وأسلحة”.
ولفتت، إلى أن استقدام هذه الأسلحة والمعدات يدخل في إطار بدء القوات الأمريكية بإنشاء قواعد جديدة لها بريف الحسكة السورية.
وكانت قافلة مؤلفة من 40 شاحنة محملة بالأسلحة والمواد اللوجستية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن دخلت أمس الخميس إلى قواعدها في محافظة الحسكة عبر معبر الوليد الحدودي غير الشرعي مع شمال العراق.
الجدير ذكره، أنها ليست المرة الأولى التي ترسل فيها الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية الى الأراضي السورية عبر العراق، فقد قام الجيش الأمريكي بإرسال العديد من الآليات ومواد البناء، ، من العراق إلى سوريا، عبر معبر الوليد الحدودي، في شباط/فبراير 2020 ..
ورفعت القوات الأمريكية في حينها علمها على برج وسط البلدة، فيما قامت مروحيات بجولات استطلاعية فوق المنطقة التي ستقام فيها القاعدة
وتتمتّع الولايات المتّحدة بحضور عسكري واضح في سورية؛ و تبرر تواجدها داجل الأراضي السورية بأنها تقود “التحالف الدولي ضد الإرهاب”، وتسيطر بشكل كامل على المجال الجوي في شرق الفرات الذي يُعتبر منطقة عمليات لها.
وبدأ التدخل الأمريكي في الحرب بسورية، سبتبمر/ أيلول 2014، مع تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش.
واعتمد الجيش الأمريكي على “ي ب ك/ بي كا كا” كقوة برية في مواجهة خطر داعش المتصاعد، حيث زودت واشنطن “ي ب ك/ بي كا كا” بالأسلحة، فضلًا عن الغطاء الجوي.
وعزز الجيش الأمريكي من وجوده على الأرض من خلال تأسيس نقاط عسكرية وقواعد في المناطق التي احتلها “ي ب ك/ بي كا كا”، لتكسب زخمًا أكبر اعتبارًا من 2015.
ولجأ الجيش الأمريكي إلى تغييرات في خارطة انتشار قواته في سورية، وتعزيز وجوده قرب حقول النفط، إثر عملية “نبع السلام” التي نفذتها تركيا في منطقة شرق نهر الفرات، “لتطهيرها” من إرهابيي تنظيمي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة “لعودة “اللاجئين السوريين.
وكانت القوات الأمريكية أخلت أكثر من نصف قواعدها في سورية خلال “نبع السلام”، إلا أنها عادت مجددًا إلى بعض تلك القواعد.
ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018 رغبته في سحب الجنود الأمريكيين من سورية، إلا أن الوجود العسكري ما يزال متواصلا هناك.
– القواعد والنقاط العسكرية الأمريكية في سوريا قبل “نبع السلام”
وكانت القوات البرية الأمريكية منتشرة في 22 نقطة داخل الأراضي سورية تستخدمها كقواعد ونقاط عسكرية قبل انطلاق عملية نبع السلام في 9 تشرين الأول أكتوبر/ الماضي، تضم نحو ألفي عسكري.
وتتوزع تلك القواعد والنقاط كالآتي:
5 في محافظة الحسكة منتشرة في مناطق؛ رميلان، الوزير، تل بيدر، صوامح صباح الخير، و الشدادي.
4 في دير الزور منتشرة في مناطق؛ حقل العمر النفطي، حقل كونكو للغاز الطبيعي، وحقلي الجفرة، والتنك للنفط والغاز الطبيعي.
5 في الرقة منتشرة في مناطق؛ الطبقة، حاوي الهوا، جزرا، معمل السكر، عين عيسى.
5 في عين العرب التابعة لمحافظة حلب منتشرة في مناطق؛ خراب العشق، السبت، الجلبية، مشتى نور، وصرين.
3 في منبج التابعة لحلب، منتشرة في مناطق؛ السعيدية، الدادات، والصوامع.
وبحسب مصادر صحفية، فإن القوات الأمريكية انسحبت من 16 قاعدة ونقطة عسكري خلال عملية “نبع السلام”، ابتداءً من منبج مرورًا بعين العرب والرقة وصولا إلى الحسكة، إلا أنها أبقت على وجودها في دير الزور الغنية بالنفط، وقواعدها في الحقول النفطية بالحسكة.
وقبل نبع السلام بأيام، أخلت القوات الأمريكية 4 نقاط مراقبة على الحدود مع تركيا.
وبالتزامن مع توقف عملية نبع السلام، عاد الجنود الأمريكيون إلى بعض القواعد والنقاط العسكرية التي أخلاها خلال العملية.
وعادت القوات الأمريكية إلى كافة قواعدها في الحسكة، وقاعدة صرين جنوبي عين العرب، مع توقعات بانسحابها من الأخيرة لغموض الوضع حولها.
كما أعادت قواتها إلى قاعدة جزرا في الرقة، وأرسلت عددا قليلا من الجنود من أجل حماية قاعدة معمل السكر، في وقت لم تعد فيه إلى منبج أبدًا.
تأسيس قواعد جديدة في دير الزور
ووفق مصادر إعلامية، بدأت الولايات المتحدة، في 4 تشرين الأول/نوفمبر عام 2020، ببناء قاعدتين بدير الزور، وإرسال تعزيزات إلى تلك المناطق بلغ قوامها مابين 250 و300 جنديا، إضافة إلى آليات ومصفحات وراجمات صواريخ.
ومع كل هذه التطورات، يواصل الجيش الأمريكي تسيير دورات في مناطق حقول النفط الواقعة تحت احتلال “ي ب ك/ بي كا كا” في سورية.
و أكدت مصادر محلية، أن القوات الأمريكية عملت في العام المنصرم، على تأسيس قاعدة عسكرية في بلدة “تل براك” الواقعة على الطريق المؤدية لحقل الرميلان ، على بعد 40 كم شمال شرقي مدينة الحسكة، تزامنا مع المحاولات الروسية للوصول إلى الحقل النفطي.