منذ الاتفاق الأول والوحيد لتبادل الأسرى بين “إسرائيل” وفصائل المقاومة الفلسطينية، عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وضع العراقيل أمام كل محاولة جديدة للتفاوض.
ووفقاً لتقرير تحليلي، يتعمد نتنياهو تعطيل المفاوضات وتحويلها إلى طريق مسدود، سواء بإعلانات صريحة أو من خلال تسريبات للصحافة الإسرائيلية.
عرقلة أي صفقة
في أيار/ مايو الماضي، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن صحفيين أن نتنياهو يهاجم أي صفقة مطروحة دون الإعلان عن موقفه بشكل مباشر، مستخدماً تسريبات عبر مسؤولين دبلوماسيين مجهولي الهوية.
ويستبق نتنياهو زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى المنطقة بالتأكيد على موقفه المتشدد بضرورة تحقيق نصر مطلق على حركة “حماس” الفلسطينية، وهو ما تعتبره الحركة شرطاً غير مقبول.
وفي الوقت الذي كان الوسطاء يسابقون الزمن للوصول إلى اتفاق، أرسلت “إسرائيل” دباباتها إلى معبر رفح البري بين غزة ومصر، مما أدى إلى نسف المفاوضات واستمرار القتال.
لم تنته الحرب!
رغم إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة اتفاق من ثلاث مراحل، أصدر مكتب نتنياهو بياناً يؤكد عدم إنهاء الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها.
وقد حاول نتنياهو إيهام الجميع بأن حكومة الحرب الإسرائيلية متفقة على موقفه المتشدد، لكن هذا أثار أزمة داخل “إسرائيل” وزاد من حدة الانتقادات الموجهة له.
وانسحب زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس ورئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت من مجلس الحرب، وانضموا إلى عائلات الأسرى في الشوارع للضغط على نتنياهو.
تصريحات متناقضة
رغم محاولات التوصل إلى صفقة جزئية تعيد بعض الأسرى الأحياء، فإن تصريحات نتنياهو المتناقضة تسببت في تضرر المفاوضات بشكل كبير
وأكد مسؤولون في فريق التفاوض أن حديث رئيس الوزراء ألحق ضرراً بالغاً بالمحادثات، مما زاد من تعقيد الوضع ودفع الجانبين بعيداً عن تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الملف الحساس.