هاشتاغ- عبد الرحيم أحمد
توعد رئيس حكومة الكيان الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على الكيان بأنه سيرد بقوة على “الخطأ الكبير” الذي ارتكبته إيران وهدد بأن طهران سوف تدفع الثمن، لكنه حتى اليوم يتردد لأسباب واعتبارات مختلفة.
وحول هذا التردد يرى الخبير العسكري اللواء الدكتور حسن حسن أن تأخر الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني يتعلق بدراسة احتمالات “فشل” أو “نجاح” الرد من جهة، وما يمكن أن يستدعيه من “ضربة(إيرانية) جوابية تشكل خطراً حقيقياً وتهديداً عالياً للوجود الإسرائيلي بكليته”، من جهة ثانية.
ورداً على اغتيال “إسرائيل” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال وجوده في طهران وكذلك اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بغارات جوية كاسحة على بيروت، أطلقت طهران مساء الأول من تشرين الأول الجاري نحو 200 صاروخ على القواعد العسكرية الإسرائيلية في تل أبيب وغيرها وتسببت بدمار وإصابات وثقتها الكاميرات.
محكوم بالفشل..
ويوضح اللواء حسن في رد على أسئلة هاشتاغ أنه “بالتحليل يمكن القول إن تأخر تل أبيب في الرد لا يعني عدم الرد، فقد يحدث في أي وقت، لكن في مثل هذا النوع من القرارات التي قد تؤدي إلى مروحة واسعة من التداعيات لا بد من دراسة كل الاحتمالات المتوقعة.”
ويرى الدكتور حسن أنه بحسب بعض القراءات الاستراتيجية فإن الرد الإسرائيلي على رد إيران “محكوم بالفشل، حتى وإن اشتركت واشنطن ومن معها بشكل مباشر أو غير مباشر”، نظراً للمساحة الجغرافية الكبيرة لإيران التي “تجعل من إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة في حدودها الدنيا، وبخاصة أن المنشآت الاستراتيجية التي قد تكون على بنك الأهداف متوزعة على فضاء واسع من الجغرافيا الإيرانية، أي أن العمق الاستراتيجي الإيراني يمنح طهران نقطة قوة لا تستطيع تل أبيب تعويضها”.
نقطة ضعف الكيان..
ومن الأسباب التي تعوق نجاح الضربة الإسرائيلية إن حدثت بحسب اللواء حسن، “بعد المسافة” بين إيران وكيان الاحتلال و”الزمن المطلوب لضمان تدمير بنك الأهداف”، موضحاً أنه إذا لم تستطع الضربة الإسرائيلية “تدمير قدرات إيران بنسبة لا تقل عن 70 ـــ 80% هذا يعني رداً إيرانياً انتقامياً حتمياً يفوق طاقة تل أبيب على التعامل مع تداعياته”.
ويضيف أن الكيان الإسرائيلي يعاني “نقطة ضعف جوهرية تتعلق بالعمق الاستراتيجي “المساحة الجغرافية” مقارنة بإيران وبالتالي فإن “أي رد (إيراني) على الرد الإسرائيلي، حتى وإن كانت الوسائط المستخدمة لا تتجاوز 10% مما يمكن أن تستخدمه تل أبيب، يجعل من أي ضربة جوابية خطراً حقيقياً وتهديداً عالياً للوجود الإسرائيلي بكليته، سواء أكان الرد إيرانياً بشكل مباشر، أم مشتركاً مع بقية أقطاب محور المقاومة”.
خيارات الرد الإيراني..
وعن خيارات الرد الإيراني يرى الخبير العسكري حسن أنها “متعددة، وكلها مؤلمة لتل أبيب، وتفوق طاقتها على التحمل,” موضحاً أن إيران تنتج أسلحتها ذاتياً، وهي “تمتلك تقنية تصنيع الصواريخ فرط الصوتية ولديها أجيال عدة منها، وإمكانية اعتراض هذه الصواريخ متدنية، وقد أثبتت طهران أن صواريخها قادرة على الوصول إلى أهدافها وتجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي والأمريكي والأطلسي بمستوياتها المتعددة”.
وتساءل الدكتور حسن عما سيحدث لتل أبيب إذا ما أطلقت طهران “نحو 2000 صاروخ دفعة واحدة وكموجة أولى” على الكيان كردٍ على الهجوم الإسرائيلي، إذا ما أخذنا بالحسبان أن 80% من الصواريخ التي أطلقتها طهران في عملية الوعد الصادق 2 وصلت إلى أهدافها على الرغم من استنفار القواعد والقوات الأمريكية، “ناهيك عما قد يُطلق من بقية جبهات الإسناد المقاومة”.
ويضيف الخبير العسكري أنه في حال مشاركة الولايات المتحدة في الرد الإسرائيلي باعتبار أن أي “مواجهة إسرائيلية هي مواجهة أمريكية” لا يمكن استبعاد “احتمال إغلاق مضيق هرمز وباب المندب، وإصابة ناقلات النفط والطاقة بشبه شلل كلي، وهذا يهدد الأمن القومي لعدد من الدول الدائرة في الفلك الأمريكي، وبطخاصة في أوروبا الأطلسية”.
ومن الخيارات أيضاً بحسب اللواء حسن “إقدام بقية أطراف محور المقاومة على استهداف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وإمكانية انقلاب الصورة على الحدود الشمالية لفلسطين، كأن ينتقل حزب الله من جبهة إسناد ومشاغلة إلى اقتحام الجليل بالتزامن مع انتفاضة عارمة فلسطينية تشمل كل الضفة الغربية والفلسطينيين في أراضي 1948.”
وفي النهاية وعندما تصل الأمور إلى مرحلة الحرب الشاملة “بين إيران والكيان” لا يستبعد الدكتور حسن أن تقدم إيران على “تعديل سياستها المعتمدة بخصوص السلاح النووي، وهي أقرب ما تكون إلى العتبة النووية، وبالتالي الوقت اللازم لإنجاز مثل هذا التعديل قد يستغرق وقتاً أقل من الوقت الذي قد تحتاج إليه الحرب الشاملة في حال ذهاب الأمور بهذا الاتجاه”.