الخميس, نوفمبر 21, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارعندما "يُقزِم" وزير عقد بلاده الاجتماعي!

عندما “يُقزِم” وزير عقد بلاده الاجتماعي!

هاشتاغ-رأي محمد محمود هرشو

إذا كان العقد الاجتماعي هو الاتفاق الضمني الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي يمنح بموجبه المجتمع السلطة للحاكم، ويتم فيه الاتفاق على مبادئ الحياة السياسية وينظم الحقوق والواجبات، فلماذا يُنادي أحد أعضاء الفريق الحكومي بنسف العقد الاجتماعي؟
فلا أنتم سلطة الحاكم، ولا أنتم الشعب! (على الرغم من أنكم من الشعب)
الحكومة هي السلطة التنفيذية التي تشرف وتسير الحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، سيما في ظروف كالتي نمر بها. هي “تُسَيِر” فلا تستطيع أن تخطط حتى للمهام الموكلة إليها، فكيف إذا كانت تحاول “الاستيلاء” على سلطات أخرى غير التنفيذية!
من غير المستغرب أن يتفوه أحد بغير علم بمعنى العقد الاجتماعي لإرادته بنسف العقد الاجتماعي القائم في بلادنا منذ عقود، سيما وأننا بتنا نستمع إلى هذه النغمة من أطراف سياسية كثيرة تحاول اقتسام السلطة بين الداخل والخارج فوجدت ضالتها في العزف على أوتار “العجز الحكومي” بتوفير سُبُل العيش الكريم للمواطنين، أملاً في دخول المجتمع من هذه الثغرة والمناداة بنسف العقد الاجتماعي القائم للوصول إلى عقد يُرضي الفرقاء ويكون عماداً لدستور البلاد بعد اتهامهم السلطة القائمة بالمماطلة لإنجازه.
لكن المستغرب أن تتطاول السلطة التنفيذية بأحد وزرائها على هذا الأمر للغاية نفسها “دغدغة مشاعر الناس” والمجاهرة بضرورة تغيير العقد الاجتماعي، إضافة إلى سياسات زعموا أنها بالية منذ أربعة عقود!
اعتدنا منذ وصول حكومة الجلالي صيغها الإنشائية في الأخبار الرسمية، حتى وإن كانت بحجم زيارة مصنع تعبئة مياه (لا ترتقي أخبارها لحجم عملها)، كما اعتدنا مهاجمة أعضائها للحكومات الأخرى أملاً بالغاية المذكورة نفسها.
لكن أن يصل أعضاء الحكومة إلى التطاول على الدولة فهذه كارثة لا تُنجيهم من الفشل بالنقد أو بـ “دغدغة مشاعر” فهي تفتح جرحاً عميقاً عملت لتحقيقه حكومات متعددة وصولاً إليهم أملاً في الوصول إلى لحظة تمزيق ما تبقى من رقعتنا الوطنية.
فكيف لمن لم يمارس يوماً دوراً حكومياً قبل الوزارة، أو لم يؤلف كتاباً، أو لم يقف على مدرجاً، أو لم يمثل حزباً… بالدعوة إلى حوارات وتغيير قوانين ونسف نظام اقتصادي أو عقد اجتماعي، وإن كان متصدعاً، فلماذا لم يسأل نفسه إن كان واعياً لماذا تصدع؟ أليس بسببه وأمثاله من الفريق الحكومي منذ عقود؟ ولماذا من يلمس الخطأ في بلادنا ينتهج سياسة صب الزيت على النار بدلاً من أخذ زمام المبادرة وترقيع الثوب الممزق؟

يبقى السؤال القائم مع تفوه كل مسؤول “ابتليت” به البلاد في الماضي واليوم وعلى ما يبدو غداً: أليس فيكم رجلٌ رشيد؟

مقالات ذات صلة