هاشتاغ-زياد شعبو
في عُرف الرياضات المُحترفة أنّ اللاعب يعتزل ولا يتقاعد، والمثال هنا لاعب كرة القدم الذي يعلن اعتزالهُ اللعبة كلاعب ليكمل مسيرته في رياضته المفضلة كمدرب أو مدير فني مثلاً أو حتى إداري.
كرة القدم هي الحدث الوحيد الذي رافقه طيلة حياته منذ طفولتهِ مروراً بشبابه و حتى اعتزاله، فهي ليست وظيفة يقوم بها ليصل سن التقاعد فيمارس عملا آخر أو يجلس في منزله ويدفن طفولته و دشبابه وكأن شيئا لم يكن .
هناك الكثير من المشاهد والأخبار أصبحت بالمتناول والتي تُنشر بين الحين والآخر، وذلك بفضل الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي؛ تلك التي صدمت الجمهور المتابع بأخبار نجوم سابقين في أنديتهم و مثلوا منتخباتهم الوطنية بكامل فئاتها، حيث تدور أحوال أغلبهم بين حياة التشرد وقلة الحيلة في سبيل العيش أو تحت وجع الأمراض.
فالاعتزال هنا هو الخروج من أضيق الأبواب، من دون أي أمل، إلا من حالفهم الحظ أو قبلوا بأدوار الكواليس والكومبارس ينتظرون فتات الإدارات وتوابعها، فلا حول له ولا قوة، لأنه لا يعرف أي خبرة أخرى ليعمل بها سوى كرة القدم بعد كل تلك السنين من العطاء.
إتاحة الفرصة مبدأ كرة القدم الحديثة!
بعد المرور بالعديد من التجارب في كرة القدم المحلية ومقارنتها مع الحال في الخارج، هناك حيث الفرص متاحة لاستثمار نجوم اللعبة في مرحلة ما بعد الاعتزال والاستفادة من خبرتهم إمكانياتهم، وهنا حيث تُقتل الفرص قبل أن تبدأ وتخضع لمعايير المصالح والانتفاع والشخصنة والمحسوبيات والاستزلام، ومجموعة معايير أخرى بعيدة عن مغزى الفرصة ومستقبل اللاعب السابق، سواء كان في حقل التدريب أو العمل الإداري وسواه من مفاصل العمل الكروي.
الأمثلة كثيرة وحاضرة؛ فمثلاً ستيفن جيرارد الذي تولى تدريب شباب ليفربول دون شهادات تدريب وبابلو إيمار وفرناندو توريس الذي احتضنه أتلتيكو مدريد ناديه الأم وأوكل له مهمة تدريب الفريق تحت 19 سنة، وتيري هنري مع موناكو أخذ فرصته وجهاد الحسين مع التعاون السعودي كمساعد مدرب وفراس الخطيب في الكويت، والكثير من الأسماء المعروفة التي أخذت فرصتها بعض النظر عن نجاحها في مهمتها أو فشلها.
تلك الفرص التي تسعى الأندية والمنتخبات لخلقها، بينما هنا يكتمل السعي في تشويه الفرص المتاحة أصلاً حتى وصل الحال لما هو عليه من مداورة بين نفس الأسماء من مدربين أو إداريين، أكل الشيب رأسهم دون نتائج تذكر، بينما المئات مازالوا بانتظار الفرصة التي لن تأتي في ظل هذه العقلية.
كل نجم سابق من حقه أن ينال فرصته ويثبت جدارته ولو ثبت العكس.