هاشتاغ-زياد شعبو
تتزايد متطلبات أي مهنة بشكل كبير مع مرور الوقت، حتى تلك التي ترتبط أساسا بوجود موهبة. في كرة القدم مثلاً كان يكفي اللاعب سابقا الموهبة مع التمارين البدنية والفنية المتنوعة للاستمرار في اللعب دون أي مشكلات، أما في هذه الأيام فيحتاج لمتطلبات أكثر من ذلك بكثير ليمارس كرة القدم ويحترفها.
في حديث مطول مع أحد الأصدقاء، وهو مختص بعلوم التغذية أكاديمياً ولديه اهتمام بالشأن الكروي المحلي، دمج في حديثه مجمل التأثيرات التي تظهر على بنية الناشئين والشباب في عالم كرة القدم السورية، وأسهب في حديثه عن أمثلة بالأسماء، ولكن لسنا في إطار ذكرها هنا، لكنه ركز على تشابه اللاعبين من ناحية صغر الكلتة وانخفاض مستويات النمو بشكل متقارب.
يعتقد المتابع الرياضي أن الأمر ليس بهذه الأهمية وأن خطوة الاختبارات الرياضية التي تجريها الأندية الكبرى ليست سوى روتين، علما أن هذه الاختبارات تأخذ أكثر من ست ساعات وتشمل إجهادات القلب والرنين المغناطيسي للكشف عن العظم والعضلات واختبارات الدم والرئتين، وتجاوز تلك الاختبارات هي شرط أساسي ليوقع النادي مع اللاعب في حال تجاوزها بنجاح.
نحن نفتقد لهذا الإجراء، ما يجعل الاستثمار في اللاعب خطر جدا، وكذلك استثمار اللاعب في مستقبله لن يكون دائما مضمونا.
في مفارقة غريبة بين اللاعب السوري “أيام زمان” والجيل الحالي من اللاعبين يبرز فرق واضح في حجم وكتلة اللاعب بين الماضي والحاضر على الرغم من أن الجيل القديم اعتمد على نمط غذائي غير منضبط في ظل غياب مفاهيم الاحتراف في ذلك الزمن، أما الآن فإنه رغم وجود الاحتراف وتنوع مصادر الغذاء وتضخم مداخيل اللاعب المادية بما يكفيه لسد حاجات جسمه كرياضي محترف من مصادر الطاقة والنمو والاستمرارية نلاحظ ضعف كتلة اللاعب الحالي وانخفاض لياقته البدنية وتعرضه لإصابات متنوعة قد تنهي مسيرته في بعض الأحيان،
ما يجبر اللاعب على تناول البروتينات المصنعة والفيتامينات بطرق مكثفة وبنفس الوقت يعتمد على الوجبات السريعة الضارة وأسلوب حياة لا يناسبه كرياضي.
وفي الحلول !
لا بد أن يبدأ اللاعب بنفسه مع اعتماد الاتحاد الكروي وإدارات الأندية على ضوابط صارمة تجاه الناشئين والشباب والتركيز على توعية وتثقيف اللاعبين بالشأن الغذائي، والتحاق اختصاصيي تغذية معتمدين في الأندية و المنتخبات لتحسين عملية النمو السليمة.
لطالما ارتكزت هوية اللاعب السوري على قوته البدنية والالتحامات مع السرعة، هذه المميزات تنحدر تدريجيا وتفقتد هوية الأندية والمنتخبات السورية لتلك المميزات، وفي رحلة البحث وخلق DNA التي يحملها الاتحاد كمشروع، لابد من لحظ هذه التأثيرات التي تراكمت عبر أكثر من عقد من الزمان ومحاولة معالجتها حتى لا نخسر المزيد من المزايا التنافسية للاعب السوري.