الإثنين, مارس 10, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارعن عبد اللطيف عبد الحميد.. "اجلس يا جود على التلة وتابعنا"..

عن عبد اللطيف عبد الحميد.. “اجلس يا جود على التلة وتابعنا”..

جود سعيد

بعد بضع سنين من نسيم الروح، هكذا استقبلني عبد اللطيف عبد الحميد عندما عدت من سنتي الدراسية الأولى للسينما في فرنسا

طلبت زيارته في تصوير قمران وزيتونة عن طريق صديقيَّ ابنته ماريا ورامي عبد الحميد صديق عمري ومراهقتي وقريبه…
جلست متابعاً…

خفيفاً كان عبد اللطيف كراقص يتنقل بين الكاميرا والممثلين، مداعباً هذا ضاحكاً مع ذاك، فيلليني يتكلم العربية… يرى فيلمه أمامه والآخرون يتبعونه، يقود الفريق كنهر لا يسأل ماؤه إلى أين المسير..

بعد نهار صاخب تسللت فيه كقط نحو ڤاديم مدير التصوير الذي عرفت أنه يتكلم الفرنسية وبدأت أسأل بنهم عن هذا وذاك ولم وكيف؟

أحمل كابلاً مع الحاملين، أسند ضوءاً مع مشغله الذي يتجاهلني تماماً فالضوء ليس بحاجة لاثنين ولكنه هذا المخلوق الحشري ضيف الأستاذ..
بعد نهار حافل، أطلّ القمر..

نعم قمر عبد اللطيف، ومعه أتت عاصفة أرسلها الله له كي يكمل المشهد، قال له صنعت قمراً، خذ مطري وابتسم.

كان القمر كبيراً أبيض يسنده الفريق وطفل يركض نحوه، كبلاد تسعى للأمل..

انطبع هذا المشهد بذاكرتي وأنا عائد لفرنسا بالطائرة هو وقمر آخر اسمه لاريسا عبد الحميد ولتلك المرأة حكاية سيرويها عبد اللطيف يوماً.

اجلس على التلة، في البداية أحسست هذه الجملة كنوع من الطرد، ولكن وبعد أن أنهيت دراستي، شكرته في سري..

تعلّم أن ترى الكلية لتفهم الجزئيات، شاهد الكلّ لتصير الصانع، فالفيلم لا يكون لك ما لم تكن الأوحد في التعددية، أي وحدك من يرى الكلّ حينها قل هذا الفيلم لي وفيه من ارواح الكل.

عدت إلى سورية حاملاً حلماً سينتهي بموتي، أن أصنع سينماي، كما صنع عبد اللطيف الذي حمل تجربتي في راحتيه وأطلقها للسما، شاركني الكتابة، منحني روحه ممثلاً، ركضت في أفلامه مساعداً، بات قلباً في قلبي، هو أبو سعيد مرة أخرى والعقيد الضجر في صديقي الأخير وأبو غازي من لا ينشق في بانتظار الخريف وأب مكلوم في رجل وثلاثة أيام…

هل تعلمون ما معنى أن يبقى ملخص فيلم في رأسكم؟

أولاد ضجروا في حوران فعلى لبنان هبط الأميركان!

أي حرّ أنت في أيام ضجرك وأي وفيّ في العاشق؟

أتعبت ذاكرتي، دعها بسلام ودعني أقبلك وأحبك.

وللحكاية بقية…

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة