شهدت مدينة طرطوس الساحلية سلسلة من الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استمرت طوال الليل وحتى ساعات الصباح الأولى، لتتحول المدينة إلى ساحة انفجارات ضخمة ودوي عنيف سمع في محيطها.
ووثقت الصور والفيديوهات التي تم التقاطها من موقع الحدث مدى شدة هذه الغارات، التي بلغ عددها أكثر من عشر غارات متتالية، مما جعل ليل طرطوس يبدو كأنه نهار بفعل وهج النيران والانفجارات المتواصلة.
الأعنف منذ 2012
وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه الغارات بأنها الأشد عنفاً التي تشهدها منطقة الساحل السوري منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية في عام 2012.
وأوضح أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع عسكرية، من بينها وحدات للدفاع الجوي ومستودعات صواريخ أرض-أرض.
قواعد عسكرية تحت القصف
من داخل مدينة طرطوس، أكد ضابط سابق في الجيش السوري أن الهجمات استهدفت لأول مرة مواقع حساسة في المدينة، من بينها اللواء 23، إلى جانب كتائب عسكرية قرب قرى حريصون، البلوطية، والخراب.
كما أشار إلى أن النيران اندلعت في عدة مواقع عسكرية، بينما وصف الانفجارات بأنها غير مسبوقة في شدتها.
وأضاف الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن “إسرائيل استخدمت صواريخ متطورة على الأرجح تُستخدم لأول مرة ضد مواقع عسكرية داخل الكهوف الجبلية”، مشيراً إلى أن دوي الانفجارات سُمع على مسافات تجاوزت عشرات الكيلومترات، وهو ما يعكس قوة الذخائر المستخدمة.
حالة هلع بين السكان
على الجانب المدني، نقل سكان المدينة أنهم عاشوا حالة من الرعب والذعر، حيث هزت الانفجارات مناطق واسعة في محيط طرطوس.
وأكدت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن أصوات الانفجارات طالت كافة المناطق المحيطة بالمدينة، مما أثار حالة من الفوضى بين الأهالي.
غارات مكثفة بعد سقوط الأسد
منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد وفراره إلى روسيا في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، كثفت “إسرائيل” من غاراتها الجوية على سوريا.
وبحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين سابقين، شنت القوات الإسرائيلية أكثر من 500 غارة على أهداف عسكرية متنوعة في سوريا، بهدف إضعاف القدرات العسكرية للجيش السوري.
كما قامت القوات الإسرائيلية بتوسيع نطاق عملياتها عبر التوغل في “المنطقة المنزوعة السلاح” التي أقيمت بموجب اتفاق فض الاشتباك بعد حرب 1973.
وشملت هذه التحركات السيطرة على الجانب السوري من جبل الشيخ، وهو موقع إستراتيجي يطل مباشرة على العاصمة دمشق.
وتبرر “إسرائيل” هذه العمليات بأنها جزء من جهودها لحماية أمنها القومي، من خلال استهداف ما تصفه بأنه تهديدات عسكرية مباشرة داخل سوريا.