منذ أشهر طويلة، تراجعت جامعة الدول العربية عن إصدار بيانات الشجب والتنديد رداً على الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وسوريا، ولبنان، فضلاً عن تدنيس المسجد الأقصى.
يأتي هذا الغياب في وقت تواجه فيه القضية الفلسطينية تحديات كبيرة، وسط تغير الأولويات في العديد من العواصم العربية المهمة.
الظروف الداخلية
يرجح أن تراجع إصدار بيانات الشجب والتنديد من قبل جامعة الدول العربية يعود إلى تحديات داخلية تواجهها الجامعة، بما في ذلك تراجع الدور العربي الجماعي، واختلاف الأولويات بين الدول الأعضاء.
في ظل الظروف الراهنة، يبدو أن العديد من الدول العربية قد أعطت الأولوية لقضاياها الداخلية والإقليمية على حساب القضية الفلسطينية، وفقاً لما ذكرته قناة “الجزيرة”.
تغير الأولويات الإقليمية
تشير التحليلات إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد تحظى بالأولوية التي كانت تحظى بها في السابق لدى بعض العواصم العربية.
ومع وجود اتفاقيات تطبيع بين “إسرائيل” وبعض الدول العربية، قد تكون هناك رغبة في تجنب التصعيد اللفظي ضد “إسرائيل” للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية، وفقاً لمصادر القناة.
غياب دور أمين عام الجامعة
على الرغم من تقاضيه راتباً شهرياً قدره 42 ألف دولار أميركي، غاب أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن واجهة الأحداث السياسية بعد أشهر قليلة من هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
هذا الغياب أثار تساؤلات حول دور الجامعة العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وما إذا كان هناك توجيه سياسي يقيد نشاطها في هذا الإطار.
ويشير غياب بيانات الشجب والتنديد من قبل جامعة الدول العربية، وتباين المواقف الرسمية للدول العربية إزاء الاعتداءات الإسرائيلية، إلى تغير في الديناميكيات السياسية الإقليمية.
بينما تستمر بعض الدول في الدعوة إلى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار، يظل الغياب الواضح لدور الجامعة العربية في دعم القضية الفلسطينية وتوجيه الردود السياسية يمثل تحدياً كبيراً، ويثير تساؤلات حول مستقبل التضامن العربي تجاه القضايا الإقليمية المشتركة.