كثيرا ما يحتمي الغلاة بالغيرية ليداروا مخاوف صغيرة
هاشتاغ-رأي- ديانا جبور
إعلامية موالية تفضح واقع الفساد في مؤسسة كذا.. ظاهرة خطيرة في مناطق النظام تدفع بمسؤول سابق لشق عصا الطاعة..وزير حالي من الطائفة العلانية يوجه ضربة بالصميم للمحسوبيات والمدري إيش.. رئيس غرفة صناعة أو زراعة أو تجارة في المحافظة الفلانية يعترف بالأثر المدمر لقرارات مسؤول الصناعة أو الزراعة أو التجارة …
نبرة تبدو في ظاهرها أنها احتفال أصوات معارضة بما رؤوا فيه هجرة الموالاة إلى خندق المعارضة، لكنها في واقع الحال تتقاطع بجوهرها مع مصلحة الفاسدين بكتم الأنفاس ووأد نبرة النقد ونزعة الكشف حتى لا ترتجّ بلدوزرات نهبهم وتخريبهم ببحصة الراغبين بالإصلاح، لأن مدّعي الوطنية، وهم متنفعون حتى الثمالة، لا يتوانون عن رفع سوط التخوين طالما أن المتربصين يستثمرون النقد لتقويض البنيان المرصوص، وكأننا أمام كورال تُسلّم فيه كل جوقة للأخرى مفتاح الإنشاد وطبقة الصوت المطلوبة.
يبدو أن هناك مصلحة مشتركة بين المرتزقة على كلا الضفتين في إضفاء طابع سياسي استقطابي على أي خطاب نقدي ينشد وطناً معافى يستظل بالقانون ولاشيء سواه، خطاب يريد ترميم الثغرات وتصحيح الأخطاء وتلافي الأفخاخ .
تتقاطع مصلحة من يتعيش على العبور بين ثغرات الفساد ومن يراهن على استمرارها ليؤكد أن الهدم هو البديل؛ الأول سيفقد باب رزقه والثاني سيفقد مشروعه ومشروعيته إن أصطلح الحال .
التخوين والتخويف مقابل الاستقطاب والتجييش، كأنها تبادل أدوار تهدف إلى مزيد من النخر والتفسخ والتحلل.
عندما يشير الجندي إلى وجبته الفقيرة هو لا يضرب بمؤسسته، ومن يدعي ذلك إنما يحمي سارق قوت وقوّة من يُفترض أن يحميني.
وعندما يرفع المواطن الصوت مطالباً بتحسين الخدمات الأساسية التي تبرر احتكار عنف الدولة ( من تعريفات الدولة أنها الجهة التي تحتكر العنف مقابل تأمين الخدمات) إنما يسعى لاستمرار تحليق الدولة بجناحي القوة والخدمات.