حذرت الأمم المتحدة والصليب الأحمر، من كارثةٍ يمكن أن تجعل مناطق كاملة في العالم غير صالحة للحياة خلال العقود المقبلة، بسبب موجات الحر التي يزداد تواترها وشدّتها.
وأوضحت المنظمتان الدوليتان في تقريرٍ مشترك، أن موجات الحر قد تبلغ أو حتى تتخطى الحدود الفيزيولوجية والاجتماعية للإنسان خلال العقود المقبلة، نظراً للتطور الحالي الذي يشهده المناخ.
الإنذار الأخير
التقرير الذي وصفه مراقبون بأنه “الإنذار الأخير”، حذّر من معاناةٍ واسعة النطاق يتخللها خسارةٌ في الأرواح، خصوصاً في منطقة الساحل والقرن الإفريقي، وجنوب آسيا وجنوب غرب آسيا.
إنذارٌ بكوارث موجات حر أشارت إليه المنظمتان من شأنه أن يضرب هذا العام دولاً مثل الصومال وباكستان، مخلفاً وراءه مستقبلاً يشهد حالات طوارئ إنسانية أكثر فتكاً وتكراراً وحدّة.
ولم تكتف الجهتان الدوليتان بالتحذير فقط، بل دعت كل منهما لاتخاذ خطواتٍ صارمة فوراً لتجنب كوارث موجات الحر المتكررة المحتملة،.
مشيرتان للخطوات التي يمكن أن تخفف من حدة أسوأ آثار الحرّ الشديد.
وكشف تقرير المنظمتان عن حدودٍ واضحة لا يستطيع بعدها الأشخاص المعرضون للحر الشديد وللرطوبة البقاء على قيد الحياة.
مشيراً إلى وجود مستوياتٍ من الحر الشديد يستحيل عملياً على المجتمعات التكيف معها.
أزمة مضاعفة
تحذيرٌ آخر أطلقته المنظمتان حول الآثار المجتمعة للشيخوخة والاحترار المناخي والتوسع الحضري، والتي قد تؤدي إلى زيادةٍ كبيرة في عدد الأشخاص المعرضين للخطر في الدول النامية خلال العقود المقبلة، وفقاً للتقرير.
في المقابل، فإن معدلات الوفيات المستقبلية المتوقّعة من الحرّ الشديد سكتون مرتفعة بشكل صادم، مقارنةً بحجم الوفيات الناجمة عن جميع أنواع السرطان وجميع الأمراض المعدية بحلول نهاية القرن، بحسب ما ذكره التقرير.
تصريحات وحلول
وفي السياق، اعتبر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أنه مع استمرار تفاقم أزمة المناخ دون توقف، تصيب الأحداث المناخية الشديدة مثل موجات الحر والفيضانات أكثر الناس هشاشة.
وطرح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، خمس خطوات رئيسية للمساعدة في مكافحة تأثير موجات الحر الشديدة.
الخطوات تشمل من وجهة النظر الأممية، توفير معلوماتٍ مبكرة لمساعدة الأفراد والسلطات على الاستجابة في الوقت المناسب، وايجاد طرق جديدة لتمويل الإجراءات على المستوى المحلي.
كما تضم المقترحات اختبار منظماتٍ إنسانية مزيداً من المآوي الملائمة حرارياً بحالات الطوارئ ومراكز تبريد، مع حث المجتمعات المحلية على تغيير تخطيطها الإنمائي لمراعاة الآثار المحتملة للحر الشديد.
من جهته، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان شاباغين، دعا الدول التي ستجتمع في مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب27″، إلى الاستثمار في التكيف مع تحولات المناخ والتخفيف من آثارها في المناطق الأكثر عرضة للخطر.