هاشتاغ – خاص
يفتح “هاشتاغ” ملف المسؤولين ورجال الأعمال الذين قفزوا بخفة لا مثيل لها من مركب الأسد الغارق إلى مركب الشرع االعائم..
مسؤولون تحدث المثل الشعبي عن كل منهم عندما قال ” في كل عرس إلو قرص”.. أو “مثل المنشار بياكل ع الطالعة والنازلة”..
بعضهم بقي في سوريا وعاد إلى عمله وكأن شيئا لم يكن .. وبعضهم الآخر هرب مع هروب الأسد ثم عاد على جناح أول “تسوية” ليتصدر المرحلة الجديدة وكأنهم جميعا لم يوغلوا في دماء السوريين وتفقيرهم.. وكأنهم لم يكونوا شركاء الدم والفساد مع نظام الأسد الساقط.
كثيرون يعرفون هذا الاسم؛ فادي صقر، وخاصة أولئك الذين وقعوا ضحية ميليشياته في دمشق. ولكن قلة قليلة من يعرفون أن زعيم الميليشيا الأشهر في سوريا بعهد الأسد البائد، بات من الوجوه الجديدة في العهد الحالي. فمن هو فادي صقر؟
كان فادي صقر مدير فرع المؤسسة الاستهلاكية في الزبلطاني، ثم تمت ترقيته ليصبح مدير المؤسسة الاستهلاكية بدمشق بسبب علاقة قوية تربطه باللواء بسام الحسن الملقب ب (الخال).
وبسام الحسن هو مؤسس قوات “الدفاع الوطني” بالتعاون مع الإيرانيين، ومن أهم الأذرع الأمنية لبشار الأسد.
تقول مصادر “هاشتاغ” إن فادي صقر كان الطفل المدلل “للخال” ، وشارك معه في تأسيس ميليشيا “الدفاع الوطني”، بالإضافة إلى استمراره في وظيفته المدنية. ثم أصبح مدير مركز الدفاع الوطني بدمشق وعراب كافة فروع “الدفاع الوطني” في سوريا.
شارك صقر في مئات المعارك العسكرية بين النظام والمعارضة، لاسيما في الغوطة وجوبر، كما توزعت حواحزه في مناطق دمشق المتاخمة للعاصمة.
وتكشف المصادر أن صقر، وبعد هدوء الجبهات في ريف دمشق، نقل نفوذه من المعارك العسكرية إلى المعارك التجارية، لكن هنا لم يخسر أبدا، حيث أصبح عراب صفقات تجارية عديدة من بينها تجارة المخدرات وتجارة السلاح.
وتضيف: حصل فادي صقر على الكثير من السلطة والمال، وأصبح أخوه مديرا للشؤون الاجتماعية باللاذقية، وبما أن المورثات العائلية قوية، فقد كان الشقيق صاحب أكبر ملفات الفساد، والتي راكمها عبر سرقة المساعدات الإنسانية، فوصلت قيمة مسروقاته إلى مليارات الليرات السورية، لكن تم طي الملف بنفوذ شقيقه فادي.

بعد توقف المعارك في دمشق وريفها، تخبرنا المصادر، أن فادي حول نشاطه العسكري إلى مدني (بعد عام 2018) فتخلص من الدفاع الوطني، وأصبح عراب الانتخابات الحزبية، ولعب دورا أساسيا في تشكيل قوائم مجلس الشعب وقيادات فروع حزب البعث في دمشق وريفها، بدعم من “معلمه” بسام الحسن، ومن عمار ساعاتي ومسؤولين آخرين.
وحتى ساعة سقوط نظام بشار الأسد، بقي فادي صقر وفيا لسيرته كأحد أبرز رموز الفساد فيه، وكان من أهم المسؤولين الذين يعملون خلف الكواليس، فكان لديه كتلة في مجلس الشعب من 30 عضوا تأتمر بأمره، وأسس أيضا لعلاقات مصلحية قوية مع مسؤولي القصر، ومنهم القاضي رامي السعيد (مدير المكتب القانوني في القصر الرئاسي سابقا وحاليا) ، والذي كان عراب تسوية فادي صقر مع إدارة العمليات العسكرية والعهد الجديد.