اتهمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ سياسة تهدف لتصفية عضو اللجنة المركزية في الحركة، الأسير مروان البرغوثي، عبر ممارسات عزله وتعذيبه منذ ثلاثة أشهر في معتقل مجدو.
وأكدت “فتح” في بيان نقلته وكالة “الأناضول” أن هذه الإجراءات تستهدف البرغوثي بقرار من حكومة إسرائيلية “متطرفة”.
وجاء في البيان أن البرغوثي يتعرض لأشكال قاسية من العزل والتعذيب الذي يندرج ضمن حملة واسعة ضد الأسرى الفلسطينيين، حيث يواجهون اعتداءات تشمل الضرب والعزل ومنع العلاج، ما يعدّ انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الأسرى.
تحذير من تبعات المسّ بحياة البرغوثي
حذرت اللجنة المركزية لحركة فتح من أن المساس بحياة البرغوثي والأسرى قد يؤدي إلى تصعيد كبير في المواجهة مع “إسرائيل”، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل.
وطالبت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بالضغط على “إسرائيل” لإيقاف هذه الممارسات.
كما شددت على أهمية زيارة البرغوثي ورفاقه الأسرى من قِبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية ذات الصلة.
دعوات لحماية دولية للأسرى
من جهته، دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، المجتمع الدولي للتدخل العاجل لحماية البرغوثي الذي يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة منذ اعتقاله في 2002 بتهم تتعلق بمسؤوليته عن عمليات مسلحة أدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين.
وأكد فتوح أن البرغوثي يعاني من اعتداءات متكررة ووحشية من وحدات القمع في السجون، ما أدى إلى إصابات بليغة بجسده.
تصاعد الاعتداءات ضد الأسرى
أفادت تقارير حقوقية بتزايد حالات التعذيب والتنكيل التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، لا سيما في سجن سدي تيمان، حيث يتعرض الأسرى لظروف قاسية ومعاملة سيئة تتنافى مع القوانين الدولية.
التصعيد الإسرائيلي في الضفة وغزة
يأتي تصاعد الاعتداءات ضد الأسرى بالتزامن مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث ارتفعت أعداد الشهداء والإصابات نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية والممارسات المتزايدة للمستوطنين.
وبحسب معطيات فلسطينية، أسفرت العمليات في الضفة الغربية منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر عن استشهاد 763 فلسطينياً وجرح نحو 6300 آخرين، بالإضافة إلى آلاف حالات الاعتقال.
وفي قطاع غزة، تجاوز عدد الضحايا منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حاجز 143 شهيد وجريح، بينهم آلاف الأطفال والنساء، وسط مجاعة وظروف إنسانية كارثية، مما وصفته جهات حقوقية بأنه إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية الحالية.