كشفت دراسة جديدة أن البشر؛ بل والحيوانات، يتمتعون بما يسمى “الحكمة الغذائية”، وأن الجمع بين أنواع معينة من الأطعمة المغذية هو فطرة طبيعية يستمتع بفوائدها من يستمع لمتطلبات جسده، مما يعني في الأساس أن الكائن الحي لديه القدرة على اختيار وجباته بشكل حدسي بناءً على قيمتها الغذائية وتنوعها، حتى لو لم يكن على دراية بفوائد مكونات الوجبة.
ويساعد النظام الغذائي المتنوع على تغذية الجسم بشكل صحيح، لذا فإن الثقة في الأمعاء عند اتخاذ قرارات بشأن الوجبات الغذائية يمكن أن يكون في الواقع كل ما يتطلبه الأمر لتناول طعام صحي.
ووفقاً للدراسة، فإنه عند تجميع مكونات الوجبة الصحية، يحتاج الشخص إلى استهلاك مجموعة من العناصر الغذائية التي يمكن أن تعزز صحته ورفاهيته، في حين أن بعض الأطعمة غنية بالمغذيات الدقيقة نفسها مثل الفيتامينات والمعادن، فإن البعض الآخر يصنع وجبة أكثر تنوعاً، وكشفت الدراسة أن البشر أكثر ميلاً بشكل طبيعي للوصول إلى الاقتران الذي تُكمل قيمه الغذائية بعضها بعضا.
وتكونت الدراسة من بحثين مختلفتين، في كلتا الحالتين، اختار البالغون الجمع بين اثنين من الفاكهة والخضراوات. لذا، فإنه على حين يمكن ألا يتعلق الأمر بالاختيار بين كيس من رقائق البطاطس والتفاح، فإن النتائج تتحدث عن الغرائز الطبيعية لتغذية الأجسام على النحو الأمثل.
وكتب الباحثون أنه “بعد مقارنة الخيارات عبر العديد من وجبات الطعام التي تشتمل على أكثر من نوع، تبين أن هناك ميلًا مستقلاً ودقيقاً لاختيار التركيبات التي يتنبأ بها محتوى المغذيات الدقيقة حتى بعد حساب الرغبة الأساسية لتفضيل التنوع على الرتابة”.
وقال الباحثون إنه يمكن أن يكون استماع المرء لمطالب الجسم عند اتخاذ قرار بشأن ما يتناوله طريقة صحية للتزويد بالطاقة الكافية، وأن نتائج الدراسة توفر دليلاً إضافياً على أنه يمكن حقاً أن يثق الشخص بنفسه في اختيار التوليفات الغذائية الأكثر فائدة لاحتياجاته الفردية.
وأضاف الباحثون أن تنويع عناصر النظام الغذائي يعد أحد أفضل الطرق للحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، ولكن إذا وجد الشخص نفسه يبذل جهداً من أجل تناول الكثير من الفواكه أو الخضروات الجيدة كل يوم، فإن يمكن أن يلجأ إلى تناول الخضروات العضوية والتي تمنح ميزة إضافية حيث أنها توفر مصدراً جيداً للألياف وتعزز ميكروبيوم الأمعاء، وتساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم.