هاشتاغ-زياد شعبو
وسط مشاهد الدمار والأشلاء ومقاطع الفيديو التي تلتقطها العدسات وتبثها الفضائيات وتشاركها بغزارة جميع وسائل التواصل الاجتماعي، يبقى الإنسان عاجزا أمام ما يحصل للشعب الفلسطيني أمام ٱلة الحرب الهمجية التي يتفنن فيها المحتل قتلا بشعبنا ..
رغم مرور أكثر من 18 يوما ووقوع ٱلالاف الضحايا المدنيين ومشاهد قصف المستشفيات ودور العبادة لايزال الإعلام الغربي يمارس دوره المتحيز لطرف القاتل على حساب الضحية ويلون الدماء على أهوائه ليسيطر على الرأي العام العالمي والإنساني ويغطي على وحشية الاحتلال ومجازره الشنيعة.
أقرأ المزيد: عن محمد صلاح والقضية..
وليس وحده الإعلام التقليدي بامبراطورياته المعهودة الذي يزيف، بل أيضا كبرى الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي التي تفرض قيوداً صارمة على كلمة الحقيقة ومشاهدها وصورها …
لكن الناجي الوحيد دائما هي جماهير كرة القدم التي أثبتت أن وعيها لا يمكن أن تطوعه ادوات الإعلام، تلك الجماهير لطالما كانت من نبض الشارع والمجتمع تحمل معها همومه وتعبر عنها على المدرجات .
أقرأ المزيد: مازلنا على مفترق الطرق!
مشاهد التضامن مع قضية فلسطين التي أعلنتها مدرجات كرة القدم في العالم فاق تآثيرها على كل تحركات الأحزاب التقليدية والمظاهرات الحاشدة والمقالات المدونة، هناك مثلا في اسكتلندا مع السيلتك، وأسوسونا في إسبانيا وليفربول في إنكلترا وفي إندونيسيا وماليزيا وإفريقيا وآسيا.. رغم كل القيود المفروضة من قبل الاتحادات المحلية في إنلكترا وأوروبا عامة، وأيضا تعليمات الفيفا التي تمارس كغيرها من المؤسسات والمنظمات الدولية سياسة الكيل بأكثر من مكيال فتصبح كتلك القردة التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم إلا ما يحلو لها، فمع أوكرانيا تلزم كل الأندية والمنتخبات بالتضامن ومع فلسطين تخرس وتعاقب كل متضامن.
مرة جديدة تثبت التجارب أن جماهير كرة القدم ليسوا أناس تافهين يصرخون ويحزنون ويفرحون من أجل كرة مدورة من الجلد يتراكض خلفها اللاعبون، بل هم أكثر حساسية لمختلف القضايا، وثقافتهم تتمثل بأن الهدف هو الحقيقة وأن كل خطأ يلزم بطرد وأن الحكم يفترض به النزاهة، لهذا وأكثر ستبقى كرة القدم وجه الإنسانية الحقيقي.
وطالما بقي نبض المدرجات حيا بهذه الجماهير ستبقى الحقيقة حاضرة في كل وقت وحين .