يقول أحد المدراء تعبنا من تقلبات السوق المصاحبة لتغريدات ترامب.. والأسواق يرضيها ذلك فلن يكون هناك حكومة تعمل بالتغريدات
تنفس المستثمرون والمسؤولون التنفيذيون الماليون الصعداء يوم السبت بعد إعلان فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن” بانتخابات الرئاسة الأميركية، مما أعطى بعض اليقين بعد أيام من التقارير المتضاربة حول من قد يدير البيت الأبيض للفترة المقبلة.
وقال “كريستوفر ستانتون” مدير الاستثمار لدى صنرايز كابيتال بارتنرز، “بايدن نبأ عظيم للأسواق.. تعبنا جميعاً من تقلبات السوق المصاحبة لتغريدات ترامب.”
وبدا المستثمرون أكثر ارتياحاً لإعلان نتيجة الانتخابات، بعد توتر طويل شاب فرز الأصوات عقب الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي.
ورغم قول المرشح الجمهوري السابق “دونالد ترامب” إنه سيطعن على النتيجة أمام القضاء، لا تكشف تعليقات المستثمرين الأميركيين عن شك يذكر في نجاح “بايدن”.
وقال “جيمي ديمون” الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان تشيس أند كو، أكبر بنك أميركي، وأحد الأصوات ذات الثقل بالقطاع المالي، “حان وقت وحدة الصف.. يجب أن نحترم نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية ونحترم، كما فعلنا في كل انتخابات، قرار الناخبين وندعم نقلاً هادئاً للسلطة.”
حكومة بايدن والمستثمرون
إلى جانب التوتر مما ستفرزه المعركة الانتخابية، كانت هناك مخاوف في أوساط المستثمرين حيال الشخصيات التي قد يعينها بايدن في حكومته، وما إذا كان مجلس الشيوخ سيكون جمهورياً أم ديمقراطياً.
كانت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية حققت الأسبوع الماضي أكبر مكاسبها الأسبوعية منذ نيسان. إذ راهن المستثمرون على فوز “بايدن” واحتفاظ الجمهوريين بمجلس الشيوخ، وقال المستثمرون إن هذا السيناريو سيخلق ثباتاً أكثر في المكتب البيضاوي والكونجرس وهو ما قد يحول دون أي زيادات ضريبية كبيرة أو تشديد القواعد على الشركات.
وقال جيم عوض، المدير في كليرستيد أدفايزرز، “الأسواق سيرضيها ذلك لأن بايدن لن ينحرف يساراً بشدة.ستكون حكومة وسط، لا حكومة تعمل بالتغريدة.”
ومع ذلك هناك مخاطر طويلة الأمد على أسعار الأصول في الأيام والأسابيع المقبلة؛ لم يتقبل الجمهوريون نتيجة الانتخابات، فأقاموا عدة دعاوي قضائية بشأن فرز الأصوات. وقال ترامب إن حملته ستقيم المزيد منها.
وهذا ما تحاول اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري فعله، من خلال جمع ما لا يقل عن 60 مليون دولار لتمويل تلك الدعاوى.
ويتحول تركيز المستثمرين الآن أيضاً إلى مجلس الشيوخ، الذي لم يحسم بعد قبل انتخابات الإعادة في جورجيا في الخامس من كانون الثاني. أهمية هذه السباقات، والتي من المحتمل أن ينتهي بها المطاف مع سيطرة الديمقراطيين على كل من البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ومجلس النواب؛ يعني أن شهر كانون الثاني هو “تشرين ثاني جديد” من حيث مخاطر تقلب الانتخابات.
ويخشى المستثمرون من استمرار الطعن على النتائج لأسابيع أو أشهر. وإذا اكتسبت دعاوى ترامب القضائية زخماً، فقد تُحدث هزة في أسعار الأصول.
ويبين “جيسون وير” مدير الاستثمار لدى مجموعة ألبيون المالية “حري بالمستثمرين أن يتأهبوا لبعض التقلبات.. ثمة مخاطر بلا ريب على أسعار الأسهم إذا تلقينا تغريدات سيئة. النبأ العظيم هو أنها ستكون قصيرة الأجل وأننا ننقل السلطة إلى شخص أراه أقدر بكثير.”
ورغم أن ترامب يحظى بلا شك بدعم كبير في أنحاء البلاد، وحتى داخل قطاع المال والأعمال، لكن 2020 كان عاماً صعباً للولايات المتحدة.