اكتشف الخبراء فيروساً يعيش في القردة الإفريقية لديه القدرة على إصابة البشر وقد يؤدي إلى حدوث الجائحة التالية. ودعوا إلى إعطاء الأولوية لإجراء مزيد من الدراسات للفيروس الشرياني في القردة وتطوير اختبارات الأجسام المضادة في الدم لاكتشاف المرض.
وحذر العلماء من التهديد الوبائي، مشيرين إلى أن فيروس حمى القرد النزفية (SHFV)، المتوطن في الرئيسيات الإفريقية البرية، يتسبب في ظهور أعراض قاتلة تشبه الإيبولا في قردة المكاك، بما في ذلك النزيف الداخلي ويقتل تقريباً كل الرئيسيات التي يصيبها.
ولم يتم اكتشاف أي حالات إصابة بين البشر حتى الآن وفقاً لباحثين أميركيين، لكن الفيروس “مهيأ للانتشار”. وقالوا إن “مجتمع الصحة العالمي يمكنه الآن تجنب جائحة أخرى” من خلال تطوير الاختبارات ومراقبة الفيروس”.
ويحذر الباحثون في جامعة كولورادو بولدر، من الخطر بسبب “توافق الفيروس مع البشر”.
وفي دراسة معملية، وجد الباحثون أن الفيروس قادر على الالتصاق بمستقبِل بشري بسهولة وعمل نسخ منه.
وأوضحت الدكتورة سارة سوير، من جامعة كولورادو بولدر وزملاؤها أن “هذا الفيروس الحيواني اكتشف كيفية الوصول إلى الخلايا البشرية، والتكاثر، والهروب من بعض آليات المناعة المهمة التي نتوقع حمايتها لنا من فيروس حيواني.
وهذا نادر جدا. ويجب أن ننتبه له”.
ويسبب فيروس حمى القرد النزفية (SHFV) الحمى واحتباس السوائل في أنسجة الجسم وفقدان الشهية والنزيف.
وغالبا ما يكون المرض قاتلا في غضون أسبوعين تقريباً.
ويبدو أنه يهاجم الخلايا المناعية بنفس طريقة فيروس نقص المناعة البشرية، الذي نشأ في نوع من الشمبانزي في إفريقيا.
وقال المؤلف البروفيسور كودي وارن: “إن أوجه الشبه بين هذا الفيروس وفيروسات القردة التي أدت إلى انتشار جائحة فيروس نقص المناعة البشرية عميقة”.
وركز الباحثون عملهم على عائلة من الفيروسات تسمى الفيروسات الشريانية التي تنتشر عادة بين الخنازير والخيول، ولكن لم تتم دراستها بشكل كاف في الرئيسيات غير البشرية.
خاصة على فيروس حمى القرد النزفية (SHFV)، وهو نوع من الفيروسات الشريانية التي تسبب مرضاً مميتاً يشبه مرض فيروس الإيبولا.
وتحمل مجموعة كبيرة من القردة الإفريقية كميات كبيرة من الفيروسات الشريانية، غالباً دون أعراض.
لا يزال يتعين على الباحثين تحديد نوع العائل الطبيعي لفيروس حمى القرد النزفية.
ووفقا للباحثين، تسبب فيروس حمى القرد النزفية في حدوث فاشيات مميتة مختلفة في مستعمرات قردة المكاك الأسيرة منذ أوائل الستينيات.
وكشف تحليل الفيروس أن مفتاح بيولوجيا فيروسات الشرايين القردية هو كيفية استهدافها لجزيء مستقبِل يدعى “CD163” للتشبث بخلايا القردة وغزوها.
وقال الفريق إنهم فوجئوا عندما اكتشفوا في التجارب المعملية أن فيروس حمى القرد النزفية بارع بشكل ملحوظ في تثبيت النسخة البشرية من CD163.
وبمجرد إرفاق الفيروس، كان قادرا على الدخول إلى الخلايا البشرية والاستفادة من موقعه لتكرار نفسه بسرعة. كما لاحظ الباحثون أن فيروس حمى القرد النزفية قادر على مهاجمة الخلايا المناعية وتعطيل آليات الدفاع الرئيسية. ما يسمح لها بالسيطرة على المدى الطويل على الجسم – تماما كما يفعل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وسلائفه. مثل فيروس نقص المناعة عند القردة.
وأوضح عالم الأحياء الدقيقة البروفيسور وارين أن “أوجه التشابه عميقة بين هذا الفيروس وفيروسات القردة التي أدت إلى انتشار جائحة فيروس نقص المناعة البشرية”.