فيزياء الإعمار – عنق الزجاجة هاشتاغ سوريا – رأي مرشد ملوك
جوهر القول:
إن ويلات هذه الحرب أثرت في حياة كل منا بالعمق ، وبدأت بعض الأصوات تقول إن سورية التي نعرفها ربما ذهبت إلى الأبد، ونرى اليوم أن الخناق حولنا يضيق أكثر فأكثر خاصة ٌقبل الاستحقاق الدستوري القادم .
مشكلتنا الكبرى والعميقة اليوم هي في التضخم الهائل الذي ضرب الاقتصاد السوري والارتفاعات الهائلة في الأسعار ومستويات صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
المفارقة .. أنه في أول عقد الحرب منذ بداية العام 2011 كان التحدي الأمني والعسكري يبدو لنا هو الصعب لأنه كان يهدف إلى إلغاء وجود المؤسسات السورية بالكامل، وبطبيعة الحال فإن تأثر الاقتصاد السوري والحياة المعيشية لم يصل في العمق إلى ما وصل إليه اليوم .
لكن اليوم فإن التحدي الأكبر أمام الاقتصاد السوري يتمثل في الإيراد .. ودائما يبرز السؤال في كل لحظة: من أين تأتي الدولة بمواردها في ظل هذه الظروف؟
نعم، الإشكال الكبير فيما يسمى بالعامية “المدخول”، في الوقت الذي تزداد فيه السرقات العلنية لأهم ثروات سورية من النفط والقمح في شمال شرق البلاد .
لقد وقع الاقتصاد السوري في هذه المرحلة بحالة معقدة ومركبة من تدني الإيراد من القطع الأجنبي ومن الليرة السورية، مقابل الحاجة إلى استيراد الحاجات والمواد الأساسية كالنفط والقمح، وهي خيرات وموارد سورية – المنهوبة- وسر ميزات اقتصادها النسبية والمطلقة .
من المقدمة..
دخلنا ودخل الاقتصاد السوري في عقد الحرب 2011- 2021 حرب مستمرة فصولها إلى اليوم، ويطول الشرح والتحليل حول ماهية وشكل هذه الحرب في إرهاب سياسي وعسكري واقتصادي أمتدت آثاره الكارثية المباشرة وغير المباشرة على كل فرد منا .
حرب .. أساسا هي منعكس شرطي مباشر في وجه مشروع الإصلاح متنوع الفصول والأهداف الذي قاده الرئيس بشار الأسد ، والذي بانت ملامحه وأهدافه في كل شيء مرتبط بالحياة العامة الاقتصادية والخدمية في سورية في العقد الذي أمتد من عام 2000 إلى العام 2010
لقد استفادت “الغرف السوداء” التي خططت للحرب لوأد مشروع الإصلاح من خلال عوامل ذاتية محددة تم تطويرها والنفخ فيها في مستويات متعددة.
أولا: الطبقة التي عاشت وازدهرت على مشروع الإصلاح، لكنها بنفس الوقت استغلته لغاياتها ، وساهمت في التأسيس والتمويل للتنظيمات الإرهابية المصنعة أساساً في تلك الغرف.
ثانيا: تم تسخير بعض الطبقات التي تعيش الكفاية بطبيعة الحال والتي تم الدخول عليها باسم الدين .
ثالثا: وبطبيعة الحال، تم تسخير الطبقات العادية البسيطة وفق شعارات وحاجات، ووفق خطة تنفيذية وإعلامية محكمة .
وصلنا اليوم إلى مرحلة ” عنق الزجاجة” في فصل الإرهاب الاقتصادي قبل استحقاقنا الدستوري، ما جعلنا نعاني في كل شيء في حياتنا، لكن بقاء سورية اليوم بكل مؤسساتها الاقتصادية والخدمية والعسكرية هو الأمل الأكبر للنهوض، وهذه البلاد بمؤسساتها التي حققت عقد الإصلاح بقيادة الرئيس الأسد، وناضلت في عقد الحرب نحو الخلاص، ستعبر إلى مرحلة الاعمار التي ستولد الفرص والنمو ليس لسورية فحسب، بل وللمنطقة بالكامل بحكم قوانين وحتمية “فيزياء الإعمار”.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام : https://t.me/hashtagsy