هاشتاغ – علي المحمود
تغازل ألمانيا الأطباء السوريين المقيمين فيها عقب تسارع الأحداث في سوريا، فالحديث عن هزة ستضرب القطاع الطبي الألماني تزداد في الآونة الأخيرة في حال عودة الطاقات الطبية السورية إلى بلادها. فهل يعتزم أطباء الخارج العودة فعلاً إلى سوريا؟
تعليقاً على ذلك، أوضح عضو جمعية الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا وأحد أعضاء مجلس الإدارة الدكتور محمد عصام زباد لـ “هاشتاغ” وجود رغبة مبدئية عند الأطباء للعودة إلى البلاد والمشاركة في جهود البناء بعد سقوط نظام الأسد، لكن العودة النهائية محكومة باستقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، بحسب تعبيره.
وقال “زباد” إن أكثر من 900 طبيب أبدوا استعدادهم للعودة في إحصائية غير رسمية شارك بها مايقارب 1200 طبيب سوري في ألمانيا، إذ من المتوقع أن تكون هذه العودة تدريجية سواء بالانتقال الجزئي للعمل في سوريا أم ببرامج تبادل للاستفادة من الخبرات الأوروبية – السورية المكتسبة.
وبحسب “زباد” فإن عودة الأطباء ستكون لها تأثيرات كبيرة في النظام الصحي الألماني، سيما وأن عددهم يُقدّر بنحو 10 آلاف طبيب، الذين يشكلون عنصراً مهماً في تغطية الخدمات الصحية في ألمانيا وتحديداً بالمناطق الريفية التي تعتمد على الأطباء الأجانب مقارنةً بمراكز المدن الكبرى.
وأضاف أن أي تغير مفاجئ في وجود الأطباء السوريين المقيمين في ألمانيا قد يؤدي إلى فجوة كبيرة في تغطية الخدمات الطبية، خاصةً وأن الطلب تزايد على الرعاية الصحية في ألمانيا.
ولكن ما الذي يريده الطبيب السوري من حكومة بلاده ليتمكن من العودة؟
ترى جمعية الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا أن نسبةً كبيرةً من الأطباء ترغب في تعاون الجهات المختصة لجهة تسهيل إجراءات العودة ومنح تراخيص مزاولة المهنة، إضافةً إلى تطوير البنية التحتية الصحية مع بيئة عمل آمنة لممارسة المهنة، بحسب تعبيره.
وذكر “زباد” ضرورة تقليص التعقيدات الإدارية التي قد تعرقل المساهمة في بناء القطاع الطبي مع تسهيل التعاون مع الكليات الطبية والمشافي التعليمية في سوريا، ودعم البحث العلمي، الذي يترافق مع جهود رفع العقوبات الدولية.
وبحسب عضو جمعية الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا فإن فتح الباب أمام الشركات الأوروبية الطبية العالمية الضخمة التي يوجد عدد منها في ألمانيا سيطور القطاع الطبي، إذ يمكن للأطباء السوريين أن يكونوا جسراً مع هذه الشركات لتعاملهم السابق معها في المستشفيات الألمانية.
وأشار إلى أن سوريا لا تنقصها الكفاءات العلمية لرفع سوية القطاع الطبي، لكن النظام الصحي سيشهد ارتفاعاً في النوعية والمستوى مع انضمام الخبرات من أوروبا وأمريكا، بالتالي تحقيق هذه المطالب من شأنها جذب الكوادر الطبية السورية وتحقيق أثر إيجابي للبلاد.