هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد
كان لافتاً تناقض الروايات الإسرائيلية الرسمية حول صاروخ حزب الله الباليستي الذي ضرب أحد أحياء تل أبيب على بعد 120 كلم من الحدود اللبنانية وأحدث دماراً كبيراً وعدة إصابات بين الإسرائيليين، في وقت كانت طائرة المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين تتوجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت حاملاً مسودة اتفاق جديدة لوقف إطلاق النار.
فقبيل الساعة التاسعة من مساء يوم الاثنين، أطلق حزب الله صاروخاً باليستياً على منطقة تل أبيب وقد أظهرت الصور المتداولة بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي إصابة مبنى ضخماً واشتعال النيران فيه.
وأعلن حزب الله أنه استهدف “بعمليّة مركّبة” قاعدة تل حاييم (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي)، وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم، في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقّة”.
لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي سارع للإعلان بأنه استطاع اعتراض صاروخ حزب الله الباليستي بنجاح، وأن الذي سقط في تل أبيب هي أجزاء صغيرة من بقايا الصاروخ اللبناني في محاولة للتخفيف من أثر الخرق العسكري الذي أحدثه الصاروخ لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية من “القبة الحديدية” إلى “مقلاع داود” ومنظومات الدفاع الصاروخي “أرو 2 و3”.
وسرعان ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية بحسب صحيفة جيروزاليم بوست ونقلاً عن مشاهدات رجال الشرطة أن صاروخ حزب الله أصاب مبنى في رامات غان وحافلة وتسبب بانفجار وحرائق ولم يتم اعتراضه، ليعود جيش الاحتلال إلى إصدار “بيان معدل” يشير إلى أن رواية الشرطة محقة وأن الصاروخ الاعتراضي فشل في تدمير الصاروخ الباليستي على ارتفاع 12 كم.
بشكل عام، حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تقديم هذه الحادثة على نطاق واسع باعتبارها نجاحاً لنظام القبة الحديدة وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، لكن الوقائع على الأرض تكذّب رواية الجيش الذي يهدف إلى التقليل من تأثير ضربات حزب الله الموجعة وخصوصاً في ظل الحديث عن اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الشمال.
الضربة التي نفذها حزب الله في تل أبيب مضافة إلى قدرته الميدانية العالية التي تصدت لخمسة ألوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدى شهر ونصف ومنعته من التقدم في الأرض اللبنانية، تثير الكثير من التساؤلات لدى جمهور المستوطنين عن جدوى وفعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي يفاخر بها العدو من جهة، ومن جهة ثانية حول حديث الطبقة السياسية عن تدمير 80% من قدرات حزب الله العسكرية والصاروخية.
إن التفاوض تحت النار ليس ورقة بيد تل أبيب لوحدها، فبالرغم من قدرة العدو التدميرية التي يستخدمها ضد البنى التحتية وضد المدنيين اللبنانيين لفرض اتفاق وقف إطلاق نار يناسبه، إلاّ أن تصعيد حزب الله ضرباته الصاروخية إلى قلب تل أبيب هي رسالة بالنار لحكومة العدو بأنه لايقبل بفرض شروط عليه وأن الميدان هو الحكم.