هاشتاغ – بسام جميدة
احتفلوا بعيد الرياضة وابتهجوا وهللوا كثيرا وطويلا وهي عادة دارجة منذ خمسة عقود، مع تأسيس الاتحاد الرياضي العام.
صرفوا الكثير من الأموال، وكرموا العديد من الأبطال وغير الأبطال، لكن من يتابع المشهد الرياضي برمته والتفاصيل التي تعيشها الرياضة السورية يدرك فداحة الوضع الذي تعيشه الرياضة السورية التي تسير من سيء إلى أسوأ، في ظل الفساد الذي يعشعش بأركانها بغياب المحاسبة الحقيقة التي يمكن أن توقف نزيف الهدر الحاصل في هذه المنظمة التي مضى على وجودها نصف قرن وعام دون أن تحقق أهم أهدافها المطلوبة، وهو الوصول بالرياضة السورية لتكون رياضة نوعية تنافس بقوة ولها جذور راسخة في مختلف الألعاب.
طوال تلك السنوات الفائتة كانت طموحات المتابعين تتفاوت في مدى نجاح المنظمة بالوصول لرياضة المستويات وتحقيق أفضل النتائج بسبب القائمين عليها وتفاوت عطائهم بل وقدرتهم على تحقيق التحول المطلوب، حيث تعاقب على إدارتها أكثر من رئيس مكتب تنفيذي، فيما لايتذكر الكثيرون بقية أعضاء المكتب ولعلكم تعرفون الأسباب…!
ولكن ومنذ عامين استبشر الرياضيون خيرا بأن يتحسن وضع المنظمة بشكل ملفت بعد أن وصل إلى رأس الهرم فيها رياضي توسمت فيه الناس خيرا كونه عاش في أروقتها طوال حياته كرياضي ومن ثم كقيادي تدرج في وظائفها وكمستثمر استفاد من مسابحها لفترات طويلة.
عامان مضت فماذا كان الحصاد، وأي نتائج جنت الرياضة السورية بمجملها…؟
كثيرون سيقولون إن اللإنجازات تقارب الصفر، ومع ذلك نتفاجأ منذ أيام بتصميم غرافيك تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الإنجازات التي قام بها رئيس المنظمة خلال العامين الماضيين، وكانت بمعظمها عبارة عن صيانة منشآت فقط، فأي إنجازات هذه، وهي ليست من صلب عمل المنظمة التي من واجبها العمل الفني الرياضي وتطويره أولا.
الرياضة السورية في ظل وضع لاتحسد عليه، وحتى ماقبل الحرب لم تكن في أفضل حال حيث كان التباهي جليا بنتائج لاتعدو كونها فورات آنية وجهود شخصية لرجال قرروا التغلب على الواقع وأنجزوا ماعليهم، وبعد التعب تباهى غيرهم بإنجازهم، فيما كانت بقية النتائج بمعظمها مراكز تم حصادها في دورات ودية لدول صديقة وشقيقة ربما لايتعدى المشاركون فيها أربعة أو خمسة فرق من بينها اليمن والصومال وموريتانيا ونحل فيها بالمركز الثالث، ويأتي من يردد على أسماعنا أسطوانة برونزية دورة كذا وفضية دورة كذا، تلك هي إنجازاتنا لو استثنينا تلك الهبات التي تحدثت عنها في البداية ولم تتكرر.
المنظمة التي أنهكها الهدر المالي بسبب غياب المحاسبة في واحدة من الغرائب السبع، حيث تعتبر هي المكان الوحيد في البلاد الذي لايوجد فيه محاسبة على التقصير ولا هدر المال العالم ولا في الإساءة لسمعة الوطن من خلال النتائج المتردية.
للأسف هذا هو الواقع وهذه هي الحكاية التي مضى عليها كل تلك السنين، ولكن مايحز في النفس أن البعض يتمسك بحبال الوهم فعلا ويحاولون إقناع أنفسهم بأن مايقومون به من باب الإنجاز، ولعل آخر خيوط الوهم عندما تم تكريم رجل ما على أنه بطل فيما هو غير ذلك وبالأرقام والمستندات التي بينت حقيقة مستواه، ولعل أيضا تصريحات حارس عرين المنتخب تدلل أيضا على مدى الفوضى التي تعيشها الرياضة، ولن تكون خطوات اللجنة المؤقتة التي قامت بها سوى من باب الفساد المعلن وتجاوز مهامها، فيما لن يسمح لي رئيس التحرير بتجاوز الحد من الكلمات والمساحة لكي أتحدث عن وضع باقي الاتحادات، وسأتوقف هنا وأعود اليكم مرة أخرى بعد أن تمر الساعات على عيد الرياضة الذي به يبتهجون.