أعلنت منظمة “لاهافا” الاستيطانية، خططها لهدم “قبة الصخرة” في المسجد الأقصى، بمناسبة ما يُسمى “يوم القدس” العبري. ودعت في بيانات نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، “منظمات الهيكل” واليمين “الإسرائيلي” إلى الحشد يوم الأحد المقبل، بدعوى الاحتفال بما يسمى “يوم القدس”.
وطرح البعض تساؤلات حول صدق هذه الدعوات، وإمكانية إقدام المنظمات الاستيطانية على هذه الخطوة، التي يمكن بحسب المراقبين أن تشعل حربًا دينية إقليمية في المنطقة.
الهيكل المزعوم
وأوضحت المنظمة الاستيطانية أن الهدف من الاحتفال بهذا اليوم يأتي بهدف اقتحام باحات المسجد الأقصى، وبدء هدم قبة الصخرة من أجل تشييد “الهيكل” المزعوم.
ودعا بنتسي غوبشتاين، رئيس منظمة “لاهافا” الاستيطانية، إلى تفكيك قبة الصخرة بدعوى تدشين “الهيكل” المزعوم، في ساحات المسجد الأقصى، حيث نشر على وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات ودعوات تنادي بهدم “قبة الصخرة”، محددا يوم الأحد المقبل للبدء في ذلك الأمر، حيث أرفق بدعوته تلك صورة لبلدوزر قد ضرب بمعوله القبة الذهبية لمسجد قبة الصخرة.
وحذرت السلطة الفلسطينية من “مخطط جديد دعت له منظمات يهودية يهدف لهدم قبة الصخرة في المسجد الأقصى نهاية الشهر الجاري، معتبرة أن هذه الدعوات ستقود إلى “حرب دينية”.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية محمود الهباش، في بيان صحفي، إن “مثل هذه الدعوات سوف تقود العالم أجمع لأتون حرب دينية ضروس لا تبقي ولا تذر وسوف تحرق نيرانها الجميع”، معتبرا أن مثل هذه الدعوات “هي اعتداء سافر على الحرم القدسي الشريف، وإهانة لعقيدة المسلمين وقبلتهم الأولى وثالث أقدس مسجد في الأرض بعد الحرمين الشريفين”، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية – وفا.
وأكد الهباش أن “دعوات الجماعات المتطرفة من المستوطنين لهدم مصلى قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى، واقتحامه في نهاية الشهر الجاري، هي بمثابة إعلان حرب على العالم الإسلامي ومساس بعقيدة الإسلام وانتهاك للقانون الدولي”، موضحا أن “استمرار المستوطنين في استهداف المسجد الأقصى سيقود إلى انفجار المنطقة والعالم بأسره”.
ووجه الهباش “دعوته إلى المجتمع الدولي للجم الاحتلال ومستوطنيه”، محملاً الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ووصف الدعوات الاستيطانية بأنها “مخططات معدة سلفاً للمساس بالمسجد الأقصى، في ظل صمت للمجتمع الدولي وغضه النظر عن جرائم الاحتلال في فلسطين”.
تخبط سياسي
اعتبر فادي أبو بكر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن دعوات هدم قبة الصخرة ليست بالجديدة، حيث تشهد فلسطين منذ سنوات اقتحام أسبوعي للمجلس الأقصى من قبل الجماعات الاستيطانية المتطرفة، خاصة في شهر رمضان المبارك، الذي شهد جولات استفزازية مدعومة من قبل حكومة نفتالي بينيت المتطرفة والتي تشكل حاضنة لهذه الجماعات المتطرفة وتغذي التطرف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، من ناحية أخرى، سبق هذه الدعوات أحداث كبيرة منذ الاقتحامات التي تمت للمسجد الأقصى منذ شهر رمضان وحتى اغيال الصحفية شيرين أبو عاقلة والاعتداء على جنازتها ، حكومة إسرائيل جن جنونها وتعاني من تخبط سياسي كبير، بفعل المخاطر المحيطة بالائتلاف الحكومة الذي أصبح هشًا وآيلا للسقوط في أي لحظة.
وتابع: “من المتوقع أن هذه الحكومة خاصة بعد اغتيال الصحفية شيرين والصدى العالمي الكبير الذي لاقته هذه القضية، ما جعل “إسرائيل” تعيش في حالة عزلة إعلامية سياسية عن العالم، وانتقادات كثيرة وجهت لها لم نشهدها منذ فترة، بسبب جريمة اغتيال الصحفية، ولكن أيضا من المتوقع أن الاحتلال يهدف من هذه الدعوات قياس المدى الذي يمكن أن تصل له هذه الانتقادات، فهو يريد أن يختبر العالم إلى أين ممكن أن تصل موجة الشجب والانتقادات هذه”.
وبشأن دلالات دعوات هدم مسجد قبة الصخرة، يرى أبو بكر أنها تحتوي على استفزاز كبير للمسلمين في كافة العالم، لكن التداعيات ستجيب عليها منظومة المجتمع الدولي، والتي تراهن إسرائيل على صمتها كما يحدث كل مرة.
حرب دينية إقليمية
بدوره قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني، إن “هذه الدعوات متكررة ولم يحن الوقت وفق تصور الداعين لها، ولن يكون ما يريده المتطرفون الصهاينة”.
وبحسب الصواف، لعل أولى الدلالات قناعة “إسرائيل” أن الأجواء العربية بعد التطبيع والاعتراف تكون مهيئة لمثل هذا العمل ولعل ذلك من أهم أسباب تجرؤ “إسرائيل” ومستوطنيها المتطرفين على إعلان ذلك بشكل علني.
وأكد أن من تداعيات هذه الخطوة السياسة هي حرب دينية إقليمية لا تبقى ولا تذر ،لأن القدس هو الخط الأحمر الذي لن تقدم عليه “إسرائيل” لأنه الأمر الذي سيعجل في الزوال ويقصر ما تبقى من عمرها الذي على أوشك على النهاية.
ويشار إلى أن اليمين المتشدد في “إسرائيل” يحتفلون بما يسمى “يوم القدس”، في الثامن والعشرين من مايو/أيار العبري، والذي يوافق هذا العام الأحد المقبل، وهو اليوم أو المناسبة التي حاول اليمين المتشدد خلالها تنظيم اقتحام 28 من شهر رمضان الماضي للمسجد الأقصى، وانطلقت فيها معركة “سيف القدس” من العام الماضي.
ويذكر أن اسم منظمة “لاهافا” مشتق من أربعة، وهي الأحرف الأولى لـ “منظمة منع ذوبان اليهود في الأرض المقدسة” باللغة العبرية، وهي منظمة متطرفة تنادي بشكل صريح إلى طرد العرب من أرض فلسطين التاريخية.