قُتل “عشرات” المتظاهرين في كازاخستان على يد الشرطة، ليل الأربعاء الخميس، “أثناء محاولتهم الاستيلاء على مبان إدارية”، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية.
ونقلت وكالات الأنباء انترفاكس-كازاخستان وتاس ونوفوستي عن المتحدث باسم قوة الشرطة، سالتانات أزيربك، قوله إن “القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبان إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتي بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة”.
وأضاف “تم القضاء على عشرات المهاجمين”. وتابع المتحدث أن عملية “لمكافحة الإرهاب” تجري في أحد أحياء ألماتي، العاصمة الاقتصادية لهذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، والتي شهدت أعنف أعمال الشغب.
وأظهرت صور نشرت على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي متاجر نُهبت وبعض المباني الإدارية تهاجم وتشعل حرائق فيها في ألماتي، فيما تسمع طلقات من أسلحة آلية.
وأعلنت موسكو وحلفاؤها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي الخميس إرسال “قوة لحفظ السلام الجماعي” إلى كازاخستان تلبية لطلب هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي بدأت أعمال الشغب فيها كحركة غضب في المقاطعات بسبب إلى ارتفاع أسعار الغاز.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن بحسب وزارة الداخلية الكازاخستانية أن ثمانية من أفراد قوات الأمن على الأقل قتلوا وجرح 317 آخرون.
وكان رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، قال الأربعاء 5 كانون الثاني 2022، إنه ناشد تكتلاً أمنياً تقوده روسيا مساعدة بلاده في التغلب على ما وصفه بـ”التهديد الإرهابي”.
وسيطر محتجون حسبما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، الأربعاء على مطار ألماتي، كبرى مدن كازاخستان، على أثر احتجاجات ضخمة تجتاح البلاد بسبب رفع أسعار الوقود.
توكاييف الذي ألقى خطابا ثانيا في غضون ساعات قليلة، ناشد منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري يضم روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، مساعدة بلاده فيما تشهده من اضطرابات وقلاقل، واصفاً ما يحدث في البلاد بـ”التهديد الإرهابي”.
كذلك، قال توكاييف إن ما وصفها بـ”عصابات إرهابية” تسيطر على مرافق كبيرة للبنية التحتية.
من جانبها حثت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، كافة الأطراف في كازاخستان على “التهدئة وضبط النفس” على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، إن الولايات المتحدة تدعم “الدعوات إلى التهدئة”، وإنه ينبغي للمحتجين أن “يعبّروا عن أنفسهم بشكل سلمي”.
كما أوضحت ساكي أن واشنطن تحث السلطات في كازاخستان على “ممارسة ضبط النفس” في التعامل مع الاحتجاجات، بحسب وسائل إعلام أمريكية. وشددت على أن الاتهامات الروسية بأن الولايات المتحدة حرّضت على الاضطرابات “كاذبة تماماً”.
يذكر أنه وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلنت الحكومة الكازاخية استقالتها على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد زيادة أسعار الغاز المسال، تلاها فرض حالة الطوارئ في عدد من المدن، بينها العاصمة نور سلطان، بهدف حفظ الأمن العام.