مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، أصدرت إدارته قراراً غير مسبوق بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأميركية لضرب العمق الروسي، وهو ما يعتبر تحول ملحوظ في السياسة الأميركية.
يأتي هذا القرار في وقت تواجه فيه الإدارة الديمقراطية ضغوطاً سياسية هائلة بعد خسارتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ما دفع البعض إلى وصف هذا التحرك بأنه خطوة تصعيدية غير مدروسة قبل المغادرة.
استخدام “أتاكمز” والتداعيات العسكرية المباشرة
سارعت أوكرانيا إلى استغلال الضوء الأخضر الأميركي، حيث استهدفت مستودع ذخيرة في منطقة بريانسك الروسية.
وأكدت موسكو إسقاط خمسة صواريخ باستخدام منظومة الدفاع الجوي “إس-400”.
ويرى خبراء عسكريون أن تأثير هذا التصعيد العسكري سيكون محدوداً على أرض المعركة، فرغم أن “أتاكمز” بمداه البالغ 305 كيلومترات قادر على ضرب أهداف عسكرية روسية مهمة، إلا أن موسكو اتخذت إجراءات وقائية بنقل المعدات العسكرية الحيوية بعيدًا عن نطاق هذه الصواريخ.
رد روسيا: عقيدة نووية محدثة وتصعيد محتمل
رداً على هذا التصعيد، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلات على “أسس سياسة الدولة للاتحاد الروسي في مجال الردع النووي”.
وبموجب هذه التعديلات، يمكن لروسيا استخدام أسلحة نووية ضد دولة غير نووية إذا كانت مدعومة من قوة نووية.
أهداف القرار الأميركي
بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإن قرار بايدن بالسماح باستخدام هذه الصواريخ يستهدف تكثيف الضغط على روسيا في أي مفاوضات مقبلة، لكنه يحمل أيضاً أبعاداً سياسية داخلية، تتعلق بتأمين إرث دبلوماسي قبل مغادرة البيت الأبيض.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حذر من أن بلاده قد تُهزم إذا توقفت المساعدات الأميركية.
وعلى الجانب الآخر، يعتزم الرئيس المنتخب دونالد ترامب تقليص المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما يضع مستقبل الدعم الغربي على المحك.
أبعاد أوسع للصراع
قرار بايدن يأتي في ظل تغيرات كبرى على الساحة الدولية، أبرزها مشاركة قوات كورية شمالية في القتال بجبهة كورسك الروسية، وهو ما اعتبره الخبراء تطوراً خطيرًا قد يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.