تحدثت صحيفة “فاينانشل تايمز” عن الخلافات المتصاعدة بين الشقيقتين الجارتين، السعودية والإمارات، حول قضايا تتراوح بين إنتاج النفط، واليمن والتطبيع مع “إسرائيل” وطريقة التعامل مع الوباء”.
وكان شهر تموز/يوليو الحالي شهد سلسلة تطورات توحي بتصاعد الخلافات وبشكل متسارع بين السعودية والإمارات، العضوين الجارين في مجلس التعاون الخليجي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تسعة قضايا خلافية قد تكون وراء العلاقة المتوترة بين الرياض وأبو ظبي:
1- أول مؤشر أظهر تصدعا في العلاقة بين البلدين للعيان كان قرار السعودية وقف الرحلات من الإمارات وإليها في ظل تفشي متحورات كورونا اعتبارا من الأحد 4 يوليو، بعدما أصدرت الداخلية السعودية قرارا بمنع سفر المواطنين، دون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية، إلى كل من الإمارات وإثيوبيا وفيتنام.
وأصبحت مواقع التواصل الإجتماعي تضج وتثير جدلا حول الهدف من وضع الجارة والحليفة الإمارات في قائمة واحدة مع دول مثل أفغانستان وبنغلاديش وفيتنام.
2- ردت الإمارات على الخطوة السعودية بإعلان شركة “طيران الإمارات” تعليق جميع رحلات الركاب من وإلى السعودية حتى إشعار آخر، اعتبارا من يوم الأحد أيضا.
3 – خلاف حول مستقبل اتفاق “أوبك+” لخفض إنتاج النفط، فخلال مشاورات بين أعضاء التحالف “أوبك+” الأسبوع الماضي حول تمديد اتفاق خفض الإنتاج مع تعديلات، عبرت الإمارات عن دعمها لزيادة الإنتاج اعتبارا من أغسطس “دون أي شروط” ووصفت الاتفاق القائم بأنه “غير عادل” للإمارات، ما أفشل المصادقة على الاقتراح الروسية السعودية بشأن تمديد الاتفاق.
وأكد وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان أمس الأحد أنه تم قبول العرض السعودي الروسي في “أوبك +” من الجميع باستثناء الإمارات.
4 – وفيما يعتبره الكثيرون خطوة تصعيدية موجة ضد الإمارات في المقام الأول، أعلنت السعودية عن تعديل قواعد الاستيراد من الدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لتستبعد السلع المنتجة بالمناطق الحرة أو التي تستخدم مكونات “إسرائيلية”، من الامتيازات الجمركية التفضيلية.
وطبقا لما جاء في القرار السعودي، لن يسري الاتفاق الجمركي الخليجي على البضائع التي يدخل فيها مكون من إنتاج “إسرائيل” أو صنعته شركات مملوكة بالكامل أو جزئيا لمستثمرين “إسرائيليين” أو شركات مدرجة في اتفاق المقاطعة العربية ل”إسرائيل”.
وحسب وكالة “رويترز” فإن هذا التحرك ناجم عن تنافس السعودية مع الإمارات في جذب المستثمرين والأعمال، إضافة إلى تباين مصالح البلدين في أمور أخرى مثل علاقتهما بكل من “إسرائيل” وتركيا.
كما تحاول السعودية، أكبر دولة مستوردة في المنطقة، بهذا التوجه تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط وفي الوقت نفسه توفير المزيد من الوظائف لمواطنيها.
5- تنوي المملكة العربية السعودية إطلاق شركة طيران جديدة للتنافس مع طيران الإمارات والخطوط القطرية.
وتخطط الرياض لاستهداف حركة ركاب الترانزيت الدولية بشركة طيران وطنية جديدة، تستهدف مسارات دولية، وتوفر رحلات ربط ترانزيت للتنافس مع الناقلات الخليجية من أجل تعزيز فرص السياحة إلى الممكلة وجعلها قبلة للسياح في منطقة الخليج.
6- سرعة المصالحة السعودية مع قطر وتطبيع الإمارات مع “اسرائيل”
وحسب “فايننشال تايمز”، فإنه على الرغم من قبول الإمارات بالجهود التي تقودها السعودية لإنهاء الحظر التجاري والسفر المفروض على قطر، تشعر أبو ظبي بالقلق من سرعة المصالحة مع الدوحة، في حين أثار احتضان الإمارات ل”إسرائيل” في أعقاب تطبيع العلاقات العام الماضي دهشة السعودية”.
7- كما لا تزال مواقف البلدين متباين في خضم الأزمة اليمنية حيث تدعم الرياض جماعة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، في حين تقدم الإمارات دعمها لقوى المجلس الانتقالي الجنوبي.
8- ومن القضايا التي ليست بعيدة عن خريطة التباينات بين الرياض وأبو ظبي، الملف الإيراني، و ذلك مع سعي الإمارات لاتباع نهج “أكثر انفتاحا ومرونة” حيال طهران في ظل عدم اليقين في ما قد تتمخض عنه التغيرات والتقلبات في ملفات المنطقة الشائكة إقليميا ودوليا.
9 – ويبدو أن استضافة قناة “العربية” لرئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل أمس الأحد ودعوته الرياض عبر شاشتها لفتح أبواب العلاقة مع حركة “حماس”، يمثل أيضا تحديا للإمارات التي تلتزم موقفا في غاية التشدد من “حماس” وأخواتها المنضوية تحت لواء التيار الإسلامي الإخواني.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام https://t.me/hashtagsy