هاشتاغ-ديانا جبور
قليل منه ينعش العقل، وأعني به الفكر المؤامراتي ..
لكثرة ما قيل إن سورية تتعرض لمؤامرة صارت الكلمة بحد ذاتها كفيلة برفع سد يحول دون التفاعل مع المنطوق الذي يتكئ عليها ولو جزئيا..
لكن مهلا، هل فكرنا أن ليس بالضرورة أن تكون المؤامرة خارجية بل حصادا لسواعد وعقول وطنية ؟
قبل أيام أشارت عدة مواقع إلى الخرق الدستوري الصارخ، للمادة 40 من دستور 2012، والتي تلزم بحد أدنى للأجور يجب أن يضمن ” متطلبات الحياة المعيشية وتغيرها”..
واقعيا، تشير الإحصاءات ومراكز البحث المحلية إلى أن خط الفقر المدقع يستلزم دخلا لا يقل عن 650 ألف ليرة شهريا، أي ما يعادل دولارين وبضعة سنتات يوميا، في حين يتقاضى عاملو الدولة بين مائة ومائة وخمسين ألف ليرة .. أجور دون مرحلة العبودية، ومن تعريفاتها تقاضي أجور لاتضمن سوى الأكل والشرب، بما يضمن استمرار العبيد كماكينة إنتاج.. وهو ما يفسر جزئيا انعدام الإنتاج في حالتنا.
واقع ذو تأثير كارثي، ليس فقط على المستوى الحياتي، بل على الأخلاق وقيم العمل والمفاهيم ومنها مفهوم المؤسسة، وصولا إلى العلاقة بين المواطن والوطن..
صار طموح السوري أن يبلغ خط الفقر الأعلى وقد جرى تقديره بأنه يعادل مليون ونصف المليون ليرة سورية .. سقف طموحه أن يكون فقيرا ..!
ياللبؤس. فهل يكون فقير الطموح خلاقا أو بانيا أو مبدعا ؟
سقوط حر لا تلجمه قوى مجتمعية فاعلة ومنظمة، في مقدمتها النقابات، وقد تكرست في مجملها صوتا واحدا موحدا يدافع عن الحكومة بدل أن يمارس دوره في الرقابة وتصويب العلاقة بين الطرفين الرسمي والشعبي ..
لقد أتيح هذا الدور المأمول أمام النقابات كفواعل في المجتمع المدني في دستور العام 2012، لكن أصحاب المصالح الضيقة انقضّوا على الإصلاح المأمول وتفرغوا لنهش مقدرات البلد، دون حسيب أو رقيب.
نظرية مؤامرة ؟ آمل ذلك كما يأمل معظم السوريين بالوصول إلى خط الفقر.