في أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019، ضمن إطار عملية “أستانة”، يستضيف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، نظيريه الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب اردوغان، اليوم الثلاثاء في طهران، في قمة مُخصصة لملف سوريا.
ماذا في الحقيبة التركية؟
ذكرت صحيفة “صباح” التركية المُقربة من الحكومة في تقريرها الصادر الاثنين، أن العملية العسكرية في الشمال السوري، و”العودة الطوعية” للاجئين السوريين، على جدول الأعمال الرئيس للاجتماع الثلاثي.
ولا توجد أي مؤشرات واضحة عن التوقيت الذي ستبدأ فيه تركيا عمليتها العسكرية في سوريا، والتي سبق أن عارضتها إيران، معتبرةً أنها تهدد وحدة الأراضي السورية.
كما أعربت روسيا عن أملها في أن تُحجم تركيا عن شنّ الهجوم.
وتوقعت الصحيفة أن تكون قضية إيصال المساعدات السورية عبر الحدود مطروحة أيضاً خلال الاجتماع، بعد أن جرى مؤخراً تمديد الآلية في مجلس الأمن لمدة ستة أشهر.
ماذا تنتظر موسكو من القمة؟
في زيارته الخارجية الثانية بعد الحرب في أوكرانيا وزيارته الأولى لطاجيكستان أواخر حزيران/ يونيو الماضي، يتوجه بوتين لطهران وفق نبرة إيجابية وكبيرة حيال القمة المرتقبة، حسب ما أوضحه نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل .
وعلى هامش القمة سيعقد الرئيس التركي لقاءه الأول مع بوتين وجهاً لوجه، وستكون قضية “ممر الحبوب” لإخلاء الحبوب من أوكرانيا، على جدول الأعمال بحسب تصريحات مساعد الرئيس الروسي اليوم، يوري أوشاكوف.
وأضاف أوشاكوف، أن الرئيس الروسي ونظراءه سيناقشون قضايا المساعدات الإنسانية لسوريا خلال الاجتماع في طهران.
وأشار إلى أن روسيا أيدت في وقت سابق قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد الآلية لمدة ستة أشهر، لكن في المرة المقبلة سيكون “التعبير عن الموقف الروسي بشكل قاطع أكثر”.
وأوضح أوشاكوف الموقف الروسي من العملية التركية المُرتقبة قائلًا إنها “ستناقش مسألة خطط تركيا للقيام بعملية جديدة ضد التشكيلات الكردية في شمالي سوريا خلال القمة”.
وأضاف:” موقفنا الروسي المبدئي هو أنا نعارض أي أعمال تنتهك المبدأ الأساسي للتسوية السورية، المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي قرارات صيغة أستانة”.
وأكد اليوم المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن عملية التسوية السورية ستكون في “قلب” زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران في إطار المحادثات الثلاثية.
إيران تريد “تخفيف التوتر”
صرح وزير الخارجية الإيراني اليوم، حسين اللهيان، أن الهدف الأهم من صيغة “أستانة” هو :تخفيف التوتر” في سوريا.
وأكد أن إحدى القضايا المطروحة على جدول الأعمال هي حل “الأزمة التركية” بالوسائل السياسية، بدلًا من “اللجوء إلى الحرب والمزيد من النزوح لموجة جديدة من الشعب السوري”، بحسب وصفه.
وأضاف أن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم ومدنهم، ودعم السلام والاستقرار والأمن في سوريا، من بين القضايا المطروحة على جدول أعمال هذا الاجتماع الثلاثي.
ما الوضع على الأرض؟
نشرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أمس مجموعة صور قالت إنها لتعزيزات عسكرية من قوات الجيش السوري نحو مواقع في مدينتي عين عيسى شمالي الرقة، ومنبج وعين العرب.
كما ذكرت صحيفة “الوطن” المحلية، أن الجيش السوري يواصل تعزيز وتوسيع نقاط انتشاره في ريفي حلب الشمالي، والشمالي الشرقي.
كما استقدم تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط منج، وفق خطط استكمال إغلاق جبهات القتال ولمواجهة أي عدوان باتجاه تل رفعت ومنبج