هاشتاغ – عبدالرحيم أحمد
هل يمكن أن نسأل ماذا يتوقع المواطن العربي من قمة عربية تنعقد على مشارف الذكرى 76 للنكبة وفي وقت يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لنكبة ثانية منذ ما يزيد على 220 يوماً؟
قد يكون من المنطق أن نتوقع من القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تنعقد غداً في المنامة عاصمة مملكة البحرين مواقف فاعلة لدعم الشعب الفلسطيني المذبوح في قطاع غزة ووقف حرب الإبادة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقه، لكن الحكمة تقول إنه لا مكان للمنطق في السياسية، ولا مجال لتوقع نتائج مختلفة عن سياق التاريخ طالما لم تغيّر الدول سياساتها.
يكفي أن نستعرض مواقف معظم الدول العربية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب ثمانية أشهر، حتى نستقرئ ماذا ستخرج به القمة وخصوصاً أنها تنعقد على أرض مملكة البحرين التي تصدرت مسار التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وما تزال.
القمة التي تستضيفها البحرين وهي الأولى التي تعقد على أراضيها، لن تختلف عن سابقاتها من القمم العربية الأخيرة التي تحولت إلى لقاءات بروتوكوليه لا تقدم ولا تؤخر في القضايا المصيرية العربية، سيما القضية الفلسطينية وما تتعرض له بعض الدول العربية منذ بداية ما أُطلق عليه اسم “الربيع العربي”.
ومع بدء وصول القادة العرب إلى المنامة للمشاركة في القمة بدأت تتضح معالم نتائجها، إذ تشير المعلومات المتوفرة أنه تم تخصيص 3 دقائق فقط لكل زعيم عربي لإلقاء كلمته، في حين تسربت معلومات إعلامية تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيكتفي باللقاءات الثنائية مع القادة العرب ولن يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة كما جرت العادة.
مقارنة مع القمة العربية الثانية والثلاثون التي استضافتها مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، كانت سوريا محور القمة بعد استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية، وقد اختطفت مشاركة الرئيس الأسد الأضواء باعتبار مشاركته كانت الأولى منذ عام 2011.
اليوم يجتمع القادة العرب في ظلال شلالات الدماء النازفة في قطاع غزة وسط إصرار الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة العدوان واجتياح مدينة رفح الملجأ الأخير لما يزيد على مليون ونصف المليون فلسطيني تم تهجيرهم من شمال ووسط القطاع، وفي ظل صمود فلسطيني منقطع النظير.
لا شك أن العرب مطالبون في قمتهم وخارجها، على المستوى القومي كجامعة دول عربية وعلى مستوى الدول منفردة، بالعمل الجاد لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من التشبث بأرضه ومنع الاحتلال الإسرائيلي من فرض نكبة جديدة عليه والدفاع عنه وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فهل يستطيع القادة العرب اتخاذ مواقف جادة ضد سلطات الاحتلال؟ لن نقول بإعلان الحرب ولا بالدعوة للنفير العام.. هل يمكن للدول المطبعة أن توقف مسار التطبيع مع الاحتلال؟ هل يمكن للدول التي تقيم علاقات دبلوماسية تعليق تلك العلاقات وسحب السفراء؟ لماذا تستطيع بعض دول العالم فعل ذلك ونحن العرب غير قادرين على ذلك؟
كيف لا ونحن نرى دولاً في القارة الأمريكية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع “إسرائيل” وبعضها (جنوب إفريقيا) رفعت قضية ضدها في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب مجازر وحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني؟
أسئلة برسم القادة العرب الذين يجتمعون غداً يتصافحون ويتحدثون عن أهمية دعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته، ثم يغادرون كما جاؤوا من دون أي أثر.