الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةUncategorizedقمم المسارات المفقودة!

قمم المسارات المفقودة!

هاشتاغ – سامر ضاحي

تناول البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض، السبت حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شواغل وتطلعات مهمة، فقد عكس الموقف الجماعي المؤيد لقضية فلسطين وضد الممارسات العدوانية لكيان الاحتلال، وأكد إصرار الدول العربية والإسلامية على محاسبة إسرائيل على أفعالها. وطالب بالوقف الفوري للعدوان، لكن مخرجاتها بالمجمل تعكس مخاوف مشروعة من أزمات متكررة عكستها القمم العربية والإسلامية على الدوام على مستويات عدة أظهرت عجزها عن الفعل الجماعي المنظم، أو الضغط الفعال على الاحتلال، أو حتى القدرة على إنتاج حلول دولية مستدامة.

على مستوى الفعل يمكن النظر إلى اللغة والتفاصيل التي تضمنها البيان الختامي للقمة؛ الافتقار إلى لغو الضغط الواضحة يضعف تأثيره. كان من الممكن أن يتحدث البيان صراحة عن العواقب التي سيواجهها الاحتلال إذا لم يوقف عدوانه، وكذلك آليات المساءلة التي سيتم استخدامها ضده.

أقرأالمزيد: يدا أميركا أوكتا شرقاً أوسطاً فأي نفخ لمستقبله؟!

وإذا ما أضيف افتقاره إلى التفاصيل كالجداول الزمنية المرتبطة بتنفيذ الإجراءات فإن العجز عن الفعل المنظم يتضح أكثر.

وعلى مستوى الضغط هناك نقطتين: موضوعات الضغط وحجم التأثير؛

النقطة الأولى ترتبط بغياب التدابير الواضحة للضغط على كيان الاحتلال؛ فكثير من الدول العربية والإسلامية تربطها علاقات وثيقة مع الكيان على المستويات الدبلوماسية أو العسكرية أو الأمنية أوالاقتصادية، لذلك كان يمكن ببساطة أن تركز التدابير على أنماط هذه العلاقات.

امتلك المجتمعون كالعادة أدوات اقتصادية فعالة للضغط مثلاً، بما في ذلك القيود التجارية وحملات سحب الاستثمارات. ومع ذلك، تحاشى البيان إجراءات التنفيذ الملموسة بشكل صريح، مثل خفض أو تعليق التعاون الاقتصادي مع كيان الاحتلال أو فرض عقوبات اقتصادية عليه أو على من يدعمه. وللأسف قد نرى مثل هذه الإجراءات والتدابير المفصلة في قرارات لاحقة تصدر عن الاتحاد الاوروبي أو الولايات المتحدة بحق المجتمعين في الرياض جملة أو تفصيلاً.

أقرأ المزيد: رفض المتوازيات الخطابية لمنع التصعيد

النقطة الثانية في الضغط تتعلق بالتأثير؛ إذ يبلغ التكتل العربي والإسلامي حوالي 57 دولة أي أكثر من ربع دول العالم. وإلى اليوم يمكن القول إن هذا التكتل بلا قوة مؤثرة، لأنه يفتقد إلى الاستجابات الموحدة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ولم يظهر وزناً تصويتياً يمكن التعويل عليه.

أما على مستوى القدرة على إنتاج الحلول فرغم أن معالجة الوضع المباشر في غزة أمر بالغ الأهمية، لكن من المهم بنفس القدر التركيز على الحلول الطويلة الأجل والأسباب الجذرية للصراع لإظهار نهج شامل والمساهمة في التوصل إلى حل مستدام. كانت القمة فرصة لإعلان مسار جدي يفضي إلى حل الدولتين مثلاً يفضي إلى سلام عادل ودائم على أساس القرارات الدولية ذات الصلة، إلا أن الدعوة تختلف عن الإعلان.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة